اقليمي ودولي

عربي21
الجمعة 08 آب 2025 - 12:03 عربي21
عربي21

بعد اشتباكات دامية... تصعيد غير مسبوق بين السوداني و"كتائب حزب الله"

بعد اشتباكات دامية... تصعيد غير مسبوق بين السوداني و"كتائب حزب الله"

في تطور وُصف بـ"الخطير" وغير المسبوق، تصاعدت حدة الخلاف بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وفصيل "كتائب حزب الله"، إثر اشتباكات مسلّحة مع القوات الأمنية وقعت في 27 تموز الماضي، على خلفية قرار حكومي باستبدال مدير عام في وزارة الزراعة جنوب بغداد، ينتمي إلى الكتائب. وأسفرت المواجهات عن سقوط قتيلين، أحدهما مدني والآخر عسكري، وإصابة 15 عنصرًا من قوات الأمن، إلى جانب اعتقال عدد من المهاجمين.


الحادثة دفعت السفارة الأميركية في بغداد إلى مطالبة الحكومة العراقية علنًا باتخاذ إجراءات لمحاسبة عناصر "كتائب حزب الله" وقادتهم "دون تأخير"، معتبرة أن المساءلة أمر ضروري للحفاظ على سيادة القانون ومنع تكرار أعمال العنف.


وفي سياق التصعيد، دعا الأمين العام للكتائب أبو حسين الحميداوي، خلال اجتماع طارئ مع قادة الإطار التنسيقي، إلى "الحجر على قرارات السوداني بعد أن فقدت الاتزان"، مطالبًا بخطوات تحفظ "العراق ومقدساته" حتى نهاية ولاية الحكومة في 11 تشرين الثاني المقبل، وتشكيل لجنة تحقيق بأحداث دائرة الزراعة باستخدام كاميرات المراقبة وشهادات الضباط.


الموقف التصعيدي جاء بعد هجوم مباشر شنه المسؤول الأمني للكتائب، أبو علي العسكري، على السوداني، واصفًا الاشتباكات بأنها "فخ سياسي وأمني" شارك رئيس الوزراء في الانجرار إليه، ومتهمًا إياه بسوء القيادة، داعيًا الإطار التنسيقي لإعادة النظر فيه. وأعلن العسكري وقف عمل الكتائب في مشروع "طوق بغداد" وتسليم مسؤولياته للحشد الشعبي، مع انتقاد الجيش العراقي على خلفية أحداث الدورة.


محللون رأوا أن الأزمة مرتبطة بضغوط أميركية متزايدة لحل الحشد الشعبي والفصائل المسلحة، ورفض تمرير قانون يحوّل الحشد إلى وزارة، وهو ما تعتبره واشنطن معززًا لنفوذ إيران ومخلاً بسيادة العراق. واعتبر الكاتب فلاح المشعل أن ما جرى كشف انتقال الكتائب من لغة المواربة إلى المواجهة الصريحة، واتهام الإطار التنسيقي بالخضوع للقرار الأميركي، في وقت يتجنب فيه الإطار التصادم قبيل الانتخابات البرلمانية.


من جانبه، أكد الخبير الأمني مهند الجنابي أن الكتائب، بصفتها فصيلاً مسلحًا لا يأتمر بأوامر الدولة، ستبقى هدفًا للمطالبة بحصر السلاح، مشيرًا إلى أن الخلاف مع الحكومة قد يزداد حدة مع اقتراب الانتخابات، خصوصًا مع رفض الفصائل لولاية ثانية للسوداني، وشعورها بأن الحكومة تسير وفق الرغبات الأميركية. ولم يستبعد أن تكون هذه التحركات استباقًا لسيناريو مشابه لما يواجهه حزب الله في لبنان، يتعلق بقرارات حكومية لنزع السلاح.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة