المحلية

ليبانون ديبايت
الجمعة 08 آب 2025 - 12:21 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

"مفقود" Spinneys يعبث بأوجاع اللبنانيين...  ويزرع الذعر في كسروان! (فيديو)

"مفقود" Spinneys يعبث بأوجاع اللبنانيين...  ويزرع الذعر في كسروان! (فيديو)

"ليبانون ديبايت"

على طول الأوتوستراد الكسرواني – الجبلي، من الزوق وصولًا إلى بلدات الجرد، فوجئ المواطنون خلال الأيام الماضية بسلسلة إعلانات تحمل صورًا لأشخاص مرفقة بكلمة "مفقود" أو "MISSING".

في البداية، بدا الأمر إنسانيًا بحتًا: صورة رجل مفقود شوهد آخر مرة في منطقة محددة، تفاعل معها الناس بتعاطف وردّدوا "يا حرام" في مشهد يعكس حسّ التضامن الاجتماعي.


لكن المشهد لم يتوقف عند ذلك. فبعد نحو أسبوع، ظهرت لوحة ثانية لامرأة مفقودة، ثم بعد ثلاثة أيام فقط، لوحة ثالثة تحمل صورة طفلين مع أسمائهما تحت عبارة "مفقودين". عندها، تحوّل الفضول إلى قلق، والقلق إلى حالة ذعر حقيقي بين الأهالي، خصوصًا في ظل الظروف الأمنية الدقيقة التي يعيشها لبنان. بدأت الأحاديث في المقاهي والمنازل وعلى مواقع التواصل تتساءل: ماذا يحصل؟ هل نشهد موجة خطف جديدة؟



من التعاطف إلى الذعر


تسلسل هذه الإعلانات، والطريقة التي عُرضت بها، دفع العديد من المواطنين للاعتقاد بوجود سلسلة حوادث خطف في المنطقة. الأهل باتوا يخافون على أولادهم، والناس صاروا يتجنبون التجوّل ليلًا. البلبلة سيطرت على الشارع الكسرواني، والقلوب انقبضت من فكرة أن أحدًا من أحبائهم قد يكون الضحية التالية.


الحقيقة الصادمة: دعاية تجارية


بعد كل هذا القلق، تبيّن أنّ القصة ليست إلّا حملة دعائية لسوبرماركت "سبينيس" الذي يستعد لافتتاح فرع جديد في عجلتون. نعم، "مفقود" لم يكن وصفًا لحالة إنسانية حقيقية، بل مجرّد حيلة إعلانية استُخدمت لجذب الانتباه، دون أي اعتبار لما يمكن أن تسببه من خوف ورعب في نفوس الناس.


وهنا، يطرح السؤال نفسه: أهكذا يكون التسويق؟ هل من المقبول استغلال عبارة تحمل ثقلًا إنسانيًا وتاريخيًا بهذا الشكل؟ "مفقود" ليست كلمة عابرة، بل جرح مفتوح في ذاكرة آلاف العائلات اللبنانية التي ما زالت تنتظر مصير أحبائها منذ الحروب والأزمات.


التسويق، في جوهره، فن إيصال الرسالة بذكاء واحترام، لا بإثارة الذعر أو استغلال المشاعر. أن تحوّل القلق الإنساني إلى أداة ترويجية، فهذا ليس "كامباين" مبتكرًا، بل استهتار فاضح، وقلّة مسؤولية، ودهس لأخلاقيات المهنة.


في بلد غارق بالجراح والذكريات الأليمة، اللعب على أوتار الخوف ليس إبداعًا بل قسوة. هذه الحملة لم تكن مجرد إعلان، بل صفعة لمشاعر الناس، واستهانة بذاكرة جماعية ما زالت تنزف. وإذا كان الهدف هو لفت الانتباه، فقد نجحت الحملة في ذلك… ولكن بالاتجاه الخطأ، إذ كشفت أن أكثر ما هو "مفقود" اليوم ليس السلع ولا العروض، بل الأخلاق، والإنسانية، والحدّ الأدنى من الاحترام لوجع اللبنانيين.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة