شهد اجتماع المجلس السياسي الأمني المصغر في إسرائيل جدلاً حادًا استمر أكثر من 10 ساعات، وانتهى بالموافقة على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال كامل قطاع غزة، رغم معارضة رئيس الأركان إيال زامير، وسط تحذيرات من أن نتنياهو يستعد لتحميله مسؤولية أي فشل محتمل.
وبحسب قناة "آي 24"، تبنى المجلس مبادئ الخطة التي تشمل تجريد حركة حماس من السلاح، واستعادة جميع المخطوفين، والسيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وتشكيل إدارة مدنية بديلة، فيما تمسك زامير برأيه بأن هذه الخطوة تمثل "خطأ إستراتيجيا" سيدفع إسرائيل إلى "نفق مظلم".
وحذّر زامير، وفق "القناة 13"، من أن دخول مدينة غزة وضرب بنيتها التحتية المدنية سيؤدي إلى كارثة إنسانية تهدد حياة المخطوفين، فضلًا عن تكبيد الجيش خسائر كبيرة، مشيرًا إلى أن العملية ستعقّد أوضاع مليون نازح. كما قدّم خطة بديلة، لكن وزراء من بينهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش هاجموه، وأكدوا ضرورة المضي بالعملية حتى النهاية، ورفض وقفها حتى في حال عرضت حماس صفقة أو استسلامًا.
ووفق "القناة 12"، عبّر الجيش عن مخاوف من غياب رؤية إستراتيجية واضحة لدى المستوى السياسي بشأن أهداف السيطرة الكاملة على غزة، فيما حذر زامير من إرهاق القوات النظامية والاحتياط بعد 22 شهرًا من الحرب، إضافة إلى استهلاك الآليات العسكرية التي تحتاج لصيانة عاجلة.
في المقابل، نقل محلل الشؤون العربية في "آي 24" باروخ يديد عن مسؤول عربي على صلة بقيادة حماس أن الحركة تستعد لمواجهة "حتى الرصاصة الأخيرة"، عبر تجهيز الكمائن والمتفجرات وتشديد حراسة المخطوفين.
أما الخبير في الأمن القومي كوبي مروم، فرأى أن نتنياهو يستفيد سياسيًا من تبني خطة اليمين المتطرف، ويضغط على حماس بعد تجميد المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه يحدد مسبقًا "المذنب" في حال فشل تحقيق النصر المطلق، وهو رئيس الأركان والجيش، واصفًا ذلك بأنه "بالغ الخطورة".