قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن محادثاته مع نظيره التركي هاكان فيدان في القاهرة، اليوم السبت، كانت "صريحة وإيجابية للغاية"، وشملت ملفات ثنائية وإقليمية، مؤكداً أن التنسيق والمصارحة بين البلدين يشكلان مدخلاً لفتح آفاق التعاون البناء وتوفير الأمن والرفاهية لشعبيهما والمنطقة. وأشار إلى الاتفاق على عقد اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا العام المقبل في القاهرة، بحضور رئيسي البلدين.
وأوضح عبد العاطي أن المباحثات تناولت بإسهاب الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أطلع الجانب التركي على الجهود التي تبذلها مصر لوقف إطلاق النار ومعالجة الأزمة الإنسانية التي تسببت بها إسرائيل بسياسات وصفها بغير المسؤولة وحرب إبادة جماعية. وأضاف أن الجانبين اتفقا على إدانة قرار الكابينت الإسرائيلي توسيع العمليات العسكرية في القطاع، وضرورة تكثيف الجهود المشتركة للضغط على إسرائيل للتراجع عنه، ووقف الانتهاكات بحق الفلسطينيين وعلى رأسها التجويع وفرض الحصار، وفتح المعابر لإدخال المساعدات، مرحباً بأي دعم من تركيا أو غيرها لمعالجة الوضع الإنساني.
كما أكد إعادة التمسك بالموقف المشترك الداعم لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، ورفض محاولات تهجير سكان غزة والضفة الغربية، معتبراً ذلك خطاً أحمر لن تسمح به مصر.
وفي الملف السوري، شدد الوزير المصري على توافق البلدين حول أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ودعم عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحداً وتحقق تطلعات الشعب، وإدانة الممارسات الإسرائيلية في سوريا واعتبارها غير شرعية، مع التأكيد على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة، وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن.
وحول السودان، أشار عبد العاطي إلى الاتفاق على أولوية وقف إطلاق النار والانخراط في حوار جاد يقود إلى حل مستدام يحافظ على وحدة البلاد وينهي معاناة الشعب، كما لفت إلى التأكيد على ضرورة إنهاء احتلال إسرائيل للتلال الخمس في لبنان والانسحاب من جميع الأراضي اللبنانية، إضافة إلى بحث الأوضاع في القرن الإفريقي وقضية المياه التي وصفها بـ"الوجودية" بالنسبة لمصر.