وترافق هذا المشهد مع انقطاع متكرر في التيار الكهربائي، ما زاد من معاناة الأهالي، الذين وجدوا أنفسهم تحت وطأة درجات حرارة مرتفعة من جهة، وظروف معيشية خانقة من جهة أخرى، في ظل غياب الحلول المستدامة.
وقد عبّر عدد من الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من ما وصفوه بـ"الإهمال والتقصير"، مؤكدين أنهم تعبوا من تكرار الأزمات وعدم استجابة الجهات المعنية بشؤون مدينة طرابلس، مطالبين بتدخل سريع لمعالجة الوضع وضمان سلامة السكان، لا سيما في ظل الأوضاع المناخية القاسية.
في هذا الإطار، يؤكّد رئيس بلدية طرابلس، عبد الحميد كريمة، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "هناك نفايات وبعض الإطارات مرمية خلف الجامعة العربية تم حرقها، ويبدو أن الأمر مفتعل"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد حاليًا أي دليل ملموس، لكن من الواضح أن هناك جهة تعمل على استقدام النفايات من خارج المدينة ووضعها في هذه النقطة تحديدًا".
وحول الإجراءات التي تتخذها البلدية في ما يخص ملف النفايات، يقول: "كل من منطقة نهر أبو علي، وسائر المناطق التي كانت تُعدّ بؤرًا لتكرار المخالفات، أصبحت تحت السيطرة بالكامل، عند استلامنا، كانت المخالفات تحصل بشكل مستمر، أما اليوم، فقد توقفت نهائيًا، تم تركيب كاميرات مراقبة، وأصبح نهر أبو علي والمنطقة المحيطة به خاضعة للرقابة والمتابعة".
ويوضح أن "المنطقة التي تخلف الجامعة العربية، فلم تُضبط بعد بالكاميرات بشكل كامل، ولهذا ما زالت تصدر عنها بعض المخالفات، ونحن حاليًا سنتعاون مع بلدية الميناء لمعالجة الأمر، علمًا أن جزءًا كبيرًا من هذه المنطقة يتبع لبلدية الميناء وليس لبلدية طرابلس، وسنضع أيضًا نقاط مراقبة هناك لمحاولة السيطرة على الوضع".
وفي سياق متصل، أفادت معلومات بأن "معمل دير عمار لتوليد الكهرباء قد توقّف عن العمل منذ الساعة 12:00 من منتصف ليل أمس، نتيجة عطل طارئ، ما تسبب بتراجع كبير في التغذية الكهربائية في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصاً في شمال البلاد".
وحتى اللحظة، لم تصدر أي بيانات رسمية توضح طبيعة العطل أو تحدد موعدًا متوقعًا لإعادة تشغيل المعمل، الأمر الذي يفاقم المخاوف من استمرار أزمة الكهرباء خلال الأيام المقبلة، في وقت لا تزال فيه درجات الحرارة تسجّل مستويات قياسية.

