أكدت وزارة الخارجية الأميركية، في موقف يشمل ملفات غزة وسوريا ولبنان معًا، أنها تعمل عبر قنوات متعددة لاحتواء الموقف في غزة وتأمين حلول عملية للأزمة، مشددة على أن تحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق النار يشكل أولوية قصوى للإدارة الأميركية. وفي السياق نفسه، عرض المتحدث الإقليمي باسم الوزارة، مايكل ميتشل، مواقف بلاده من التطورات في سوريا ولبنان.
ويأتي ذلك فيما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجيش بدأ تدريبًا يحاكي أحداثًا متنوعة في جميع الساحات لفحص درجة الجاهزية والاستعداد، موضحًا أن رئيس الأركان إيال زامير أشرف على التدريب من مقر القيادة العليا. وكان زامير قد أكد، الجمعة، أن الجيش سينفذ خطة السيطرة على قطاع غزة "بالشكل الأفضل"، رغم التحذيرات من تداعيات سلبية على وضع الرهائن في القطاع.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها تبذل جهودًا عبر قنوات متعددة لتأمين حلول عملية للأزمة في غزة، مع تركيزها على وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، مؤكدة أن إنهاء الحرب في القطاع يمثل أولوية للإدارة الأميركية. وأوضحت، على لسان ميتشل، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب شدد على أن أي خطوة لإنهاء الحرب يجب أن تتضمن ضمان أمن إسرائيل، وتحرير جميع الرهائن، ومنع عودة حركة "حماس" إلى السلطة. وأضاف ميتشل: "نركز على وقف فوري ومستدام للأعمال القتالية يحقق هذه الأهداف. الولايات المتحدة زادت مساعداتها الإنسانية للفلسطينيين، وتعمل مع شركائها لضمان دخول المساعدات وتوسيعها بشكل كبير، ونسعى لدعم وقف فوري للأعمال القتالية مع معالجة أمن إسرائيل والوضع الإنساني الكارثي في غزة والإفراج عن الرهائن".
وبشأن التفاعل الأميركي مع الوضع في غزة، أوضح ميتشل أن واشنطن شددت مرارًا على صعوبة الوضع الإنساني هناك، وطالبت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات عاجلة لتوسيع دخول المساعدات، وضمان حماية المدنيين، وتقليل العمليات العسكرية التي تؤدي إلى نزوح جماعي، لافتًا إلى أن كبار المسؤولين الأميركيين تحدثوا مباشرة مع القادة الإسرائيليين حول ضرورة التحرك العاجل.
وأكد ميتشل في الوقت نفسه دعم بلاده لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد "حماس"، التي ما زالت تحتجز رهائن وتهدد بمواصلة الهجمات، مشيرًا إلى رفض الحركة عدة مقترحات لوقف إطلاق النار. وأضاف: "هدفنا إنهاء الحرب وضمان الإفراج عن الرهائن ومنع عودة حماس إلى السلطة، مع إتاحة وصول المساعدات ووضع حد للمعاناة الإنسانية".
وفي ما يخص الوضع في سوريا، أعرب ميتشل عن "قلق بالغ" إزاء تصاعد العنف في السويداء، بما في ذلك استخدام القوة ضد المدنيين المحتجين سلمياً، داعيًا الحكومة السورية إلى حماية المدنيين وضمان حقوقهم، ومحاسبة المتجاوزين للقانون، وتجنب أي تصعيد إضافي. كما أكد التزام واشنطن بشراكتها مع "قوات سوريا الديمقراطية" في مكافحة تنظيم "داعش"، داعيًا إلى ضبط النفس وتجنب أي مواجهات قد تقوض الاستقرار في شمال شرقي سوريا.
على الصعيد اللبناني، قال ميتشل: «إن الولايات المتحدة قلقة من استمرار التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، حيث عبّرنا عن إدانتنا لتصعيد (حزب الله) واستهدافه المتكرر للأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيّرة».
وأضاف ميتشل أن هذه الأفعال «تعرض أمن المدنيين للخطر، وتزيد من احتمالات توسّع الصراع. نؤكد دعمنا لسيادة لبنان واستقراره».
في المقابل، أفاد المتحدث الأميركي «بترحيب بلاده بقرار الحكومة اللبنانية الأخير للبدء بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، وقرار مجلس الأمن 1701، واتفاق الطائف، لما يمثله من خطوة تاريخية وشجاعة وصحيحة نحو تطبيق مبدأ (جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد)».
وقال إن «هذه القرارات تمثل أساساً عملياً لنزع سلاح (حزب الله) بشكل كامل». وأوضح ميتشل أن اتخاذ خطوات ملموسة في هذا المسار هو أمر أساسي لتجنّب تكرار أي حرب واسعة. وزاد: «نواصل التنسيق مع شركائنا الإقليميين والدوليين لدعم هذه الجهود، وضمان التهدئة، ومنع أي تدهور إضافي في الوضع الأمني».