نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرًا موسعًا يتضمن شهادات حصرية من الرئيس التنفيذي للصناعات الجوية الإسرائيلية بوعاز ليفي، الذي كان من بين مطوري منظومة الدفاع الصاروخي "حيتس" منذ أيامها الأولى، وكشف فيه تفاصيل جديدة عن الهجوم الإيراني الواسع على إسرائيل والنتائج التي ترتبت عليه.
وقال ليفي، الذي رافق عن كثب نشاط منظومة "حيتس" في ليلة الهجوم، خلال مشاركته في مؤتمر بجامعة تل أبيب، إن "ثلاثين عامًا من العمل اجتمعت في ليلة واحدة – الإيرانيون غيّروا وجه القتال المستقبلي". وأوضح أنه رغم معرفته المسبقة بقدرات المنظومة، فإنه فوجئ بجرأة الإيرانيين في إطلاق هذا الكم الكبير من الصواريخ نحو مراكز سكانية.
واستعاد ليفي واقعة تاريخية عندما توجه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان إلى دوف رفيف، الذي كان مدير وحدة في الصناعات الجوية، وسأله عن إمكانية اعتراض صواريخ باليستية في الفضاء، فأجابه الأخير بجملة "Yes we can" مضيفًا: "هناك الكثير من الجرأة الإسرائيلية في هذه العبارة".
وأشار ليفي إلى أن مشروع "حيتس" شهد تغييرات جذرية منذ انطلاقه، حيث تحوّل "حيتس 1" من نموذج تجريبي إلى "حيتس 2" العملي، ومع "حيتس 2" أضيفت طبقة اعتراض على ارتفاعات عالية. وأكد أن النتيجة كانت بناء "منظومة سلاح لا تدمج قدرات حيتس فقط، بل كل منظومات الدفاع المتصلة به، وهو ما سمح لنا كمواطنين أن ننام بسلام في تلك الليلة".
وشرح ليفي، الذي عمل في المشروع كمهندس توجيه وتحكم، ثم كمهندس رئيسي ورئيس للبرنامج قبل أن يبتكر "حيتس 3"، أن ما أدهشه ليلة الهجوم لم يكن قدرات المنظومة، بل جرأة الإيرانيين على إطلاق مثل هذه الرشقات الكبيرة باتجاه مراكز سكانية. وأضاف أن الهجوم الإيراني كسر مفاهيم كانت سائدة: "كنا جميعًا نعرف أن الإيرانيين سيطلقون صواريخ، لكن رؤية مثل هذه الرشقات الكبيرة تعني أن علينا تغيير وجه المعركة المستقبلية".
وتوقع ليفي أن تشهد المرحلة المقبلة هجمات أشد كثافة بصواريخ باليستية، وربما بأسلوب "هجمات مركبة" تشمل الطائرات المسيّرة وأسراب الدرونز وغيرها من الوسائل، ما يتطلب مزيدًا من التفكير في المستقبل.
وفي رده على الانتقادات بشأن كلفة أنظمة الاعتراض، شدد ليفي على ضرورة المقارنة الصحيحة، قائلًا: "لا نقارن كلفة الاعتراض بكلفة الصاروخ، بل بحجم الضرر المحتمل. وكل مواطن في الدولة يعرف اليوم ماذا يعني أن يضرب نصف طن من المتفجرات مبنى".
وحدد ليفي مبدأين رئيسيين لمواجهة الهجمات المستقبلية: أولًا، دفع طبقة الاعتراض إلى أعلى، مؤكدًا أن ذلك يحل معظم المشكلات التي طرحتها الصواريخ الإيرانية. وثانيًا، عدم الاستهانة بتلك الصواريخ، إذ إنها كانت موجهة بدقة إلى أهدافها، وعندما لم يتم اعتراضها لظروف مختلفة، فقد أصابت أهدافها فعلًا.
وختم ليفي بالإعراب عن رضاه عن أداء "حيتس" ليلة الهجوم، قائلًا: "كانت مفاجأة، وكما رأيتم، كانت الدفاعات جيدة".