قال أنور الغربي، مدير مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، إن السلطات الإسرائيلية تفرض تعتيماً إعلامياً ممنهجاً على ما يجري في قطاع غزة، معتبراً ذلك جزءاً من "معاركها للسيطرة وتوجيه الرأي العام".
وأوضح الغربي، في تصريح خاص، أن إسرائيل رأت منذ البداية أن وجود الإعلام في غزة يشكّل تهديداً مباشراً لروايتها، لذلك منعت دخول الصحفيين إلى المناطق التي تسيطر عليها في الضفة الغربية والقدس، وحرمت قناة الجزيرة من التغطية هناك. وأضاف أن مراسلي الجزيرة، وعلى رأسهم أنس الشريف ومحمد قريقع، شكّلوا خطراً على الجيش الإسرائيلي، ما دفعه لتصفيتهم في عملية اغتيال مباشرة، في جريمة جديدة تُضاف إلى مئات الانتهاكات الموثقة بحق الإعلاميين الفلسطينيين.
وأشار الغربي إلى أن إسرائيل "خسرت معركة الصورة"، إذ أصبحت جرائمها موثقة بالصوت والصورة، ما أدى إلى ملاحقة جنود وضباط إسرائيليين في دول مختلفة. وقال: "العالم يتابع قناة الجزيرة ومراسليها، ولهذا أرادت إسرائيل إسكاتهم للأبد بعد فشلها في إقناع العالم بروايتها". واعتبر أن فشل هذه الرواية ظهر بوضوح خلال زيارة المبعوث الأميركي لتوسيع ما وصفته إسرائيل بـ"المساعدات"، التي تحولت، بحسب الغربي، إلى آلية قتل جماعي لم تستطع تل أبيب إخفاء آثارها.
كما أكد أن الحكومة الإسرائيلية مستمرة في ارتكاب جرائم إبادة وقتل وتهجير بعيداً عن الإعلام، وأنها تسعى لإسكات الشهود وخنق صوت الحقيقة، متحدية المحاكم الدولية والمنظومة الأممية. وشدد على أن النصوص الدولية تُجرّم هذه الأفعال، لكن عدم تطبيقها يضاعف المسؤولية على المجتمع الدولي لضمان المحاسبة وتحقيق العدالة.
وتشير منظمات حقوقية دولية إلى أن استهداف الصحفيين في غزة يُعد من أبرز الجرائم الموثقة خلال العدوان الأخير، حيث قُتل أكثر من 230 صحفياً فلسطينياً منذ بدايته، بينهم مراسلو وقادة فرق إعلامية كانوا في مهمة تغطية. ومن أبرز تلك الجرائم، استهداف خيمة الصحفيين في باحة مستشفى الشفاء غرب غزة، الذي أسفر عن استشهاد خمسة صحفيين، بينهم أنس الشريف ومحمد قريقع من قناة الجزيرة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحمي الإعلاميين وحق الشعوب في المعرفة.