ويصف مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة حماس في لبنان، محمود طه، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن ما جرى هو اعتداء على حرية الرأي، "فهذا العدو المجرم والإرهابي الذي لا يميز بين صحفي، مدني، مقاتل، أو حتى بين طفل وامرأة، يدل على طبيعته التي يتميز بها عن باقي شعوب العالم، فهو مجتمع إرهابي من الطراز الأول، فاقت وحشيته حدود العقل".
ويسأل: "ما ذنب الصحافيين الذين قُتلوا بهذه الطريقة البشعة أمام مرأى ومسمع العالم، على الرغم من أن الخيمة معروفة بأنها مخصصة للإعلاميين؟"، معتبراً أن ما جرى هو عمل متعمد لطمس الحقيقة التي يحاول هذا العدو إخفاءها، والتعمية على الجرائم والمجازر الكبيرة التي يرتكبها في القطاع.
ويشير إلى أن هذه الجريمة سبقتها سلسلة تهديدات وُجّهت إلى الشهيد أنس وغيرِه من الصحافيين، مذكّرًا بأن عدد الصحافيين الذين اغتالتهم إسرائيل وصل إلى حوالي 243 صحافيًا حتى اليوم.
كما يلفت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجرم التي تطرّق فيها إلى موضوع "تضخيم الأمور" في غزة من قبل الإعلام، وإنكار وجود مجازر أو مجاعة، "لتأتي عملية اغتيال الصحافيين مباشرة بعد هذه التصريحات، وكأنّه وجّه التهديد ونفّذه".
لذلك، يعتبر طه أن ما حصل أمر متعمد لطمس الحقائق، لأن الإسرائيلي يرفض أن تخرج أي معلومة عن جرائمه، بما قد يُدينُه أمام المجتمع الدولي، واصفاً ما يحصل في غزة بأنه "محرقة حقيقية تُمارس بحق الشعب الفلسطيني منذ سنتين".
ويضيف أن مشاهد المجازر والمجاعة أحرجت العدو أمام العالم، لأن الإعلام ينقل الصورة الحقيقية لما يجري، ولذلك فإن إسرائيل باعتدائها على الإعلاميين تظن أنها ستوقف نقل هذه الصورة البشعة. "لكن رغم هذا العمل الجبان، ستبقى الصحافة والعمل الإعلامي في غزة ينقلان الحقيقة رغم أنف الاحتلال".
أما بشأن محاسبة إسرائيل على هذه الجرائم، فيرى طه أن على قناة الجزيرة، التي ينتمي إليها الصحافيون، أن تبادر إلى رفع الصوت عاليًا، رغم أن الجرائم مستمرة منذ سنتين، في ظل عجز دولي وصمت من المحكمة الجنائية والمحكمة الدولية، "فرغم كل الإدانات ومحاولات تقديم قادة العدو للمحاكمة، لم تُلقَ النداءات أي آذان صاغية".
ويختم طه مطالبًا المجتمع الدولي بـالضغط الجدي على العدو لوقف الجرائم والمجازر، ووقف الإبادة وممارسة سياسة التجويع التي تحصل بغطاء ومشاركة من الولايات المتحدة الأميركية.