تفاصيل الحادثة
بحسب ما عَلِم "ليبانون ديبايت"، كان الشبان الثلاثة يستقلون لعبة القطار حين وقع عطل مفاجئ، فاختل توازنهم وسقطوا أرضاً، في غياب تام لأي أنظمة أمان أو إشارات تحذير. جهاز الطوارئ والإغاثة تولّى نقل إصابتين، فيما نقلت فرق الصليب الأحمر الإصابة الثالثة إلى أحد مستشفيات المنطقة، وقد وُصفت الحالات بالمتوسطة. لكن خطورة المشهد لا تكمن فقط في الإصابات، بل في ما كشفه من واقع مزرٍ وخطير لمدينة الملاهي.
ألعاب من العصر الحجري
أحد أبناء القموعة، فضّل عدم الكشف عن اسمه خشية ملاحقة أصحاب الملاهي، أكّد أن الألعاب "قديمة جداً" وتفتقر إلى الصيانة الدورية، مشيراً إلى أن العوامل الطبيعية من ثلوج وأمطار تسبّبت بصدأ هياكلها، ما يجعل استخدامها أشبه برحلة انتحارية. وأضاف: "لا وزارة السياحة ولا البلدية تقوم بالكشف أو المراقبة، وكأن حياة الناس لا تعنيهم".
وتابع: "هذه ليست الحادثة الأولى، فقد وقعت حوادث مماثلة في السابق، واليوم كاد ثلاثة شبان أن يفقدوا حياتهم لولا لطف الله"، واصفاً الألعاب بأنها "من العصر الحجري"، في ظل غياب تام لمعايير الأمان، وانعدام كامل للرقابة الفعلية.
شهادات تكشف المستور
شاهد عيان روى لـ"ليبانون ديبايت" أنّ عائلته كادت الأسبوع الماضي أن تتعرض لحادث مماثل على القطار نفسه، لولا تدخل العناية الإلهية. ورغم ذلك، لم يتخذ القيّمون على الملاهي أي إجراء لإصلاح الخلل أو تأمين اللعبة، وكأن حياة الزوّار مجرد تفصيل لا قيمة له. ووصف الشاهد المسؤولين عن هذه المنشأة بـ"عديمي الضمير"، الذين يفتحون الأبواب لجني الأرباح تاركين الزائرين في مواجهة الخطر.
صرخة تحذير قبل فوات الأوان
هذه الحادثة ليست خبراً عابراً، بل جرس إنذار شديد اللهجة. استمرار فتح أبواب هذه الملاهي بلا صيانة أو رقابة هو استهتار صارخ بأرواح الناس، وإصرار على تحويل أماكن الترفيه إلى "مصائد موت". ما حدث أمس قد لا يكون سوى مقدمة لكارثة أكبر، وقد تكون الضحية القادمة طفلاً أو عائلة بأكملها.
من هنا، ندعو وزارة السياحة والبلديات والأجهزة الرقابية إلى التحرّك الفوري، وإغلاق هذه الملاهي وإخضاعها لفحص شامل قبل إعادة تشغيلها، مع تحميل المسؤولين عنها كامل التبعات القانونية. حياة الناس ليست مجالاً للمساومة أو التساهل، واليوم قبل الغد، يجب وضع حدّ لهذا الإهمال الفاضح قبل أن نصحو على كارثة جديدة تدفع ثمنها الأرواح وتُسجَّل في خانة الإهمال الرسمي المزمن.