في خطاب تصعيدي أمام حشود إحياء أربعين الإمام الحسين في بعلبك، شنّ الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، هجوماً حاداً على قرار الحكومة اللبنانية الصادر في 5 آب، معتبراً أنه "يجرّد المقاومة ولبنان من سلاحه الدفاعي في قلب العدوان"، ويمهّد "لتسهيل قتل المقاومين وأهلهم وطردهم من أرضهم وبيوتهم"، متهماً إياها بتنفيذ "الأمر الأميركي – الإسرائيلي بإنهاء المقاومة ولو على حساب إشعال حرب أهلية وفتنة داخلية".
ورأى قاسم أن الحكومة خالفت ميثاق العيش المشترك، مستشهداً بالدستور الذي ينص على أنه "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك"، مؤكداً أن البيان الوزاري نفسه أقرّ بضرورة إقرار استراتيجية أمن وطني للدفاع عن لبنان، سائلاً: "أين هذه الاستراتيجية؟ ومع من ناقشوها؟ لقد ضربوا الاستراتيجية والأمن الوطني ورفضوا كل شيء".
وكشف عن نتائج استطلاع أجراه "المركز الاستشاري للدراسات" في آب 2025، أظهر أن 72% من اللبنانيين يرون أن الجيش لا يستطيع بمفرده التصدي لأي عدوان، و76% لا يثقون بالدبلوماسية وحدها، و58% يرفضون سحب السلاح دون استراتيجية دفاعية، و73% يعتبرون ما يجري في سوريا خطراً وجودياً على لبنان، مضيفاً: "هذا هو الرأي الغالب… مع المقاومة ومع استمراريتها".
وحمّل الحكومة "المسؤولية الكاملة عن أي فتنة أو انفجار داخلي أو خراب للبنان"، متهماً إياها بـ"خدمة المشروع الإسرائيلي سواء عن قصد أو عن غير قصد"، متسائلاً: "هل سركم أن يشيد بكم نتنياهو؟". ودعا إلى "إخراج إسرائيل من لبنان أولاً" قبل أي نقاش حول السلاح الداخلي، مطالباً بعدم زج الجيش في الصراع الداخلي، مؤكداً أن "سجله الوطني ناصع وقيادته لا تريد الدخول في هذا المسار".
وأوضح أن الواجب على الحكومة هو وقف الاعتداءات وحصر السلاح عبر منع وجود العدو على الأراضي اللبنانية، لا عبر نزعه من أيدي المقاومين، مشدداً على أن رأي اللبنانيين الغالب يقف مع المقاومة واستمراريتها، قائلاً: "إذا كنتم عاجزين فاتركوا العدو في مواجهتنا، وكما فشلت حروبه السابقة ستفشل هذه المرة".
وكشف قاسم أن حزب الله وحركة أمل قررا تأجيل النزول إلى الشارع والتظاهر، إفساحاً في المجال أمام النقاش والتعديل، لكنه لوّح بخيار "التحرك الشعبي الشامل" إذا فُرضت المواجهة، مؤكداً أن "المقاومة لن تسلّم سلاحها ما دام العدوان قائماً والاحتلال قائماً… وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر، ونحن واثقون بأننا سننتصر… وهيهات منا الذلة".
وختم بالتشديد على أن "لبنان لا يُبنى بقرارات تمهّد للعدو، بل بشراكة كاملة بين جميع مكوناته… إما أن نبقى معاً على هذه الأرض أو على الدنيا السلام".