حذّر الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، من أنّ الحكومة اللبنانية تتحمّل كامل المسؤولية عن أي فتنة أو انفجار داخلي أو تدهور أمني قد تشهده البلاد، مؤكداً أنّ الحزب لا يسعى إلى الفتنة "لكن هناك من يعمل لها".
وفي كلمة ألقاها في بعلبك بمناسبة أربعين الإمام الحسين، دعا قاسم الحكومة إلى القيام بواجبها في تأمين الاستقرار والدفاع عن لبنان، بدل المشاركة – على حدّ تعبيره – في "العدوان على مكوّن بأكمله". وقال: "إمّا أن يبقى لبنان ونبقى معاً، أو على الدنيا السلام، وأنتم تتحملون المسؤولية".
وأشار إلى أنّ البلد لا يمكن أن يُبنى بمكوّن واحد دون آخر، مؤكداً: "هذا وطننا جميعاً، نحيا بعزّة معاً ونبني معاً، ولا حياة للبنان إذا واجه بعضه بعضاً". وجدد رفضه تسليم سلاح المقاومة في ظل استمرار "العدوان الإسرائيلي – الأميركي"، معلناً استعداد الحزب لخوض "معركة كربلائية" واثقاً من النصر.
وكشف قاسم عن اتفاق مع حركة أمل على تأجيل خيار النزول إلى الشارع، إفساحاً في المجال أمام النقاش والتعديلات، معتبراً أنّ الشرعية التي تحتاجها المقاومة تأتي من "الدماء والتحرير" لا من الحكومة. وحثّ على عدم زج الجيش في هذا المسار، قائلاً إنّ المؤسسة العسكرية "سجلها الوطني ناصع" وقيادتها لا تريد الانخراط في الصراع السياسي الداخلي.
وانتقد القرارات الحكومية الصادرة في 5 و7 آب، معتبراً أنها "خطيرة جداً"، تنتهك الميثاق الوطني وتدمّر الأمن الوطني، وتخدم – وفق تعبيره – المشروع الإسرائيلي – الأميركي، متهماً بعض الدول العربية بدعم إسرائيل في ضرب المقاومة. وأكد أن الجيش يجب أن يبقى في موقعه الطبيعي "لحماية لبنان والدفاع عنه في مواجهة العدو الإسرائيلي"، وأن إشراكه في الصراعات الداخلية يهدد وحدة البلاد واستقرارها.
خلفية: تأتي تصريحات قاسم بعد أسابيع من سجال سياسي حاد حول قرارات حكومية مرتبطة بسلاح حزب الله، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية على الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
الـــمــــزيــــــــــد
