يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، قمة في ولاية ألاسكا، ستكون الحرب في أوكرانيا أبرز ملفاتها، في ظل ترقب دولي واسع لما قد تحمله من تفاهمات أو مفاجآت سياسية.
وبحسب صحيفة التلغراف البريطانية، فإن ترامب يحمل إلى القمة "حزمة من الحوافز المربحة" لبوتين، قد تشكل دافعاً لروسيا لإنهاء الحرب. وتشمل هذه الحوافز فتح موارد ألاسكا الطبيعية أمام الاستثمارات الروسية، ورفع بعض العقوبات الأميركية المفروضة على صناعة الطيران الروسية، إضافة إلى منح موسكو فرصاً في استغلال المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها.
تقدَّر احتياطيات أوكرانيا من الليثيوم بنحو 10% من المخزون العالمي، ويُعدّ عنصراً أساسياً في صناعة البطاريات. وتقع اثنتان من أكبر رواسبه في مناطق تخضع حالياً للسيطرة الروسية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن صفقة محتملة بشأن المعادن النادرة قد تكون إحدى أوراق ترامب لإقناع بوتين بخطوة نحو التسوية.
من بين الحوافز الأخرى، تدرس واشنطن رفع الحظر عن تصدير قطع الغيار والمعدات الضرورية لصيانة الطائرات الروسية، والتي تضررت بشدة منذ فرض العقوبات الغربية عام 2022. هذه القيود دفعت شركات الطيران والجيش الروسيين إلى تفكيك طائرات قديمة للحصول على قطع غيار. وسبق أن أشار رئيس شركة "روستيك" الروسية الحكومية، سيرغي تشيميزوف، إلى أن نحو 30% من الطائرات الروسية غربية الصنع قد تتوقف عن العمل خلال خمس سنوات إذا استمرت القيود.
ويرى مراقبون أن رفع هذه العقوبات قد يصب في مصلحة شركة "بوينغ" الأميركية، إذ يضم الأسطول الروسي أكثر من 700 طائرة، معظمها من إنتاج بوينغ وإيرباص، ما قد يعيد موسكو إلى الأسواق الأميركية للحصول على الصيانة وقطع الغيار.
يدرس ترامب كذلك منح روسيا فرصاً للاستفادة من الموارد الطبيعية في مضيق بيرينغ، الذي يفصلها عن ألاسكا بمسافة 3 أميال فقط. وتشير التقديرات إلى أن ألاسكا تضم احتياطيات ضخمة من النفط والغاز غير المكتشف، تقدر بنحو 13% من إجمالي احتياطيات النفط العالمية.
ويعتبر تطوير الوجود الروسي في المضيق مكسباً استراتيجياً لموسكو، خاصة في منطقة القطب الشمالي التي شكلت نحو 80% من إنتاج الغاز الروسي عام 2022. ووفق مصادر حكومية بريطانية تحدثت لـالتلغراف، فإن هذه الحوافز قد تحظى بقبول أوروبي طالما أنها لا تُفسر كمكافأة مباشرة لروسيا.
تكتسب هذه القمة أهمية خاصة كونها الأولى بين رئيسين أميركي وروسي منذ أكثر من أربع سنوات. وتُعقد في قاعدة جوية أميركية بألاسكا تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وسط غياب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن الدعوة، ما يثير مخاوف كييف وحلفائها الأوروبيين من تسوية محتملة على حساب أوكرانيا.
ويرى محللون أن أي مخرجات للقمة قد تشكل منعطفاً في مسار الحرب، إما بفتح باب التفاوض على تسوية سياسية أو بزيادة تعقيد المشهد إذا فشلت المحادثات.
 
                                                                                                         
                         
                                 
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
     
    
    