ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين ببرج البراجنة، دعا فيها إلى مواجهة ما وصفه بـ"اللحظة الوطنية الفاصلة" بحقيقة الموقف والجوهر السيادي بعيداً عن "القشور الفاسدة" و"لعبة السواتر القانونية" التي تحوّل التوقيع الوطني إلى خيانة للوطن والشعب. واتهم قبلان جهات "مستأجرة" بالسعي للنيل من كرامة لبنان ومصالحه المشتركة، مؤكداً أنّ الدفاع عن العقيدة السياسية والكرامة الوطنية واجب، وأن الصمت أو الاستهتار في هذا المجال جريمة كبرى.
وأشار إلى أنّ "أربعينية الإمام الحسين" مناسبة للتأكيد على القوة والإمكانات التي تحمي البلد من "طغيان المشاريع الدولية والإقليمية"، محذراً من "سماسرة الدماء" الذين يسعون لبيع الأوطان وكشف سيادتها، مستشهداً بالآية القرآنية: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}. وأكد رفضه لأي محاولة للمساس بقوة المجتمع وتنوعه أو نسف عقيدته الوطنية وحقوقه السيادية.
واعتبر أنّ "الصفقات الرسمية على حساب البلد خيانة"، وأن الشرعية تُقاس بجوهر المصالح الوطنية لا بالشكل الدستوري أو الحكومي، لافتاً إلى أنّ "لعبة التواقيع" لن تمر، تماماً كما لم تمر اتفاقية 17 أيار وما شابهها، مشيداً بدور المقاومة في استرجاع لبنان وتحرير مؤسساته وأرضه، ومشيراً إلى أنّ الرئيس نبيه بري يمثل "قوة وطنية ودستورية تاريخية" في مواجهة "باعة الأوطان".
وحذّر من زجّ الجيش اللبناني في مواجهة أهله، واصفاً ذلك بـ"الجريمة الوطنية الكبرى"، وداعياً إلى عدم تكرار أخطاء الماضي. وختم قبلان بمهاجمة من أسماهم "جماعة التواقيع الحكومية" الذين يكثرون الحديث عن السيادة والتدخل الخارجي، متسائلاً عن غيابهم أمام "العدوان الإسرائيلي اليومي" الذي ينتهك كرامة لبنان، مؤكداً أنّ الشرف الوطني والسيادة "كلمة ودفاع" تُكلّل بالتضحيات والشجاعة.