شهدت باكستان وكشمير، الجمعة، كارثة إنسانية متفاقمة جراء الفيضانات المفاجئة والانزلاقات الأرضية الناتجة عن أمطار موسمية غزيرة، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 110 أشخاص في شمال باكستان، ونحو 60 آخرين في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، بحسب هيئات إدارة الكوارث.
وأفادت السلطات بأن ولاية خيبر بختونخوا الجبلية كانت الأكثر تضررًا، حيث سُجّل 43 قتيلًا، فيما قُتل 7 أشخاص في الشطر الباكستاني من كشمير. كما جرفت السيول منازل عدة في منطقة باجور (شمال غرب)، ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا وتشريد عشرات العائلات.
وفي خضم هذه الجهود، تحطّمت مروحية إنقاذ أثناء تنفيذ عمليات إغاثة لمتضررين في المناطق المنكوبة، ما زاد من صعوبة عمليات الإنقاذ وأبرز المخاطر الكبيرة التي تواجه فرق الإغاثة في ظل الظروف الجوية القاسية.
وأصدرت دائرة الأرصاد الجوية تحذيرات من استمرار هطول أمطار غزيرة على المناطق الشمالية الغربية، داعية السكان إلى الابتعاد عن المناطق المعرضة للخطر. ومنذ بداية موسم الأمطار الموسمية الصيفية، الذي وصفته السلطات بأنه "غير عادي"، لقي أكثر من 320 شخصًا حتفهم، نصفهم تقريبًا من الأطفال، جراء انهيارات منازل وفيضانات وصعقات كهربائية.
وفي تموز الماضي، شهد إقليم البنجاب، الذي يضم نحو نصف سكان باكستان البالغ عددهم 255 مليون نسمة، زيادة في معدل هطول الأمطار بنسبة 73% مقارنة بالعام الماضي، متجاوزًا حصيلة الوفيات المسجّلة خلال موسم الأمطار السابق بأكمله.
ويمتد موسم الأمطار الموسمية من حزيران حتى أيلول، لكن خبراء المناخ يحذرون من أن تغيّر المناخ ضاعف حدة وتواتر هذه الظواهر، ما يجعل باكستان من أكثر دول العالم عرضة لتداعياته. ففي عام 2022، اجتاحت الفيضانات ثلث مساحة البلاد وأودت بحياة 1,700 شخص.
أما في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، فقد أودت السيول والانهيارات الطينية في قرية تشوسيتي بمنطقة كيشتوار بحياة 60 شخصًا على الأقل وأصابت أكثر من 100، فيما لا يزال نحو 200 في عداد المفقودين، وسط تحذيرات من أن غياب خطط التنمية في المناطق الجبلية يزيد من حدة الكوارث الطبيعية في ظل الاحتباس الحراري.