خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بانطباعات إيجابية من قمة ألاسكا التي عقدت أمس الجمعة، ووصفاها بالبناءة والمثمرة، على الرغم من أنها لم تسفر عن إعلان وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وأشارا إلى إمكانية عقد لقاء ثانٍ قد يكون في موسكو.
القمة التي جرت في قاعدة "إيلمندورف-ريتشاردسون" الجوية في أنكوريدج، شهدت مؤتمراً صحافياً مشتركاً استمر 12 دقيقة، تحدث خلاله بوتين 8 دقائق وترامب 4 دقائق. كما نشرت الرئاسة الروسية مقطع فيديو للرئيسين بعد انتهاء المداولات التي دامت نحو ساعتين و45 دقيقة.
ترامب وصف القمة بأنها "مثمرة للغاية"، مؤكداً تحقيق "تقدم هائل"، فيما أعرب بوتين عن أمله في أن تفتح التفاهمات التي جرى التوصل إليها الطريق أمام السلام في أوكرانيا، وأن تتيح استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد سنوات من التوتر.
في روسيا، احتفى أنصار بوتين بالقمة معتبرينها نصراً سياسياً. وكتب النائب في البرلمان الجنرال المتقاعد أندريه غوروليوف عبر قناته على "تيليغرام" أن الاجتماع "إنجاز" لأن بوتين تمكّن من شرح وجهة نظره لترامب "وجهاً لوجه"، مشيراً إلى أن مجرد عقد لقاء بين رئيسي روسيا والولايات المتحدة يعد إنجازاً بحد ذاته بعد كل ما حصل.
أما الفيلسوف والباحث السياسي الروسي ألكسندر دوغين، الموصوف بـ"عقل بوتين"، فاعتبر في تغريدة على "إكس" أن القمة كانت "ممتازة"، وكتب: "أفضل نتيجة يمكننا توقعها!".
في المقابل، لم تكن الأجواء في أوكرانيا مماثلة. إذ اعتبر أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أن اللقاء كان بمثابة "انتصار في العلاقات العامة لبوتين" الذي استغله ليظهر بمظهر الند لترامب ويؤكد أنه غير معزول.
من جانبه، نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مقطع فيديو أمس، حذر فيه من أن "بوتين لا يريد السلام ويحاول خداع أميركا"، مشيراً إلى أن روسيا واصلت القتل حتى يوم القمة، ما يدل ـ بحسب قوله ـ على أن "النيات الحقيقية لم تتغير".
ويشار إلى أن لقاء ألاسكا هو السابع على الأقل بين ترامب وبوتين وجهاً لوجه، والأول في ولاية ترامب الثانية، كما أنه شكّل أول زيارة للرئيس الروسي إلى الولايات المتحدة منذ عقد كامل.