أكد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، مجتبى أماني، أن إيران تقف صامدة إلى جانب لبنان وشعبه بكل طوائفه، مشدداً على أن دعمها "ليس شعاراً بل واقعاً ملموساً".
وفي حديثه عن زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الدكتور علي لاريجاني، أوضح أماني أن "زيارة لاريجاني جاءت في التوقيت المناسب، فيما يحاول العدو الإسرائيلي رسم صورة المنتصر سياسياً وإعلامياً لتعويض فشله العسكري". وأضاف: "يسعى نتنياهو عبر الإعلام والسياسة والممارسات العدوانية إلى إظهار نفسه منتصراً في المنطقة، محاولاً بث شعور بالهزيمة في إيران ولبنان وغزة، وفي جميع الجبهات التي فتح فيها حروباً متعددة".
وتابع السفير الإيراني: "في ظل هذا الإعلام المضلل والمنحرف، جاءت الزيارة لتؤكد أن لا إيران ولا حزب الله ولا فلسطين مهزومون، بل منتصرون؛ لأن العدو لم يحقق أهدافه، ونحن باقون وصامدون".
وأضاف: "رغم كل الهجمات الإسرائيلية ضدنا، ورغم جميع الضغوط والتقارير والتحليلات، وقف الشعب الإيراني بجانب حكومته بشكل كامل، وهذا بحد ذاته ضربة قاصمة لأميركا وإسرائيل".
وحول ما يُثار من هواجس بشأن التدخل الإيراني في لبنان، قال أماني إن الدكتور لاريجاني "أوضح بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أننا لم نأتِ بأوراق أو مطالب، بل نقلنا خبراتنا وتجاربنا في التعامل مع الكيان الصهيوني. وتجربتنا تؤكد أنه إذا رأت إسرائيل لبنان بلا مقاومة ولا سلاح، فلن يكون هناك ما يردعها عن شن الهجمات". وأشار إلى أن هذا الموقف الصريح نُقل أيضاً إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، فيما حمل لقاء بري طبيعة مختلفة.
ولفت أماني إلى أن "الحكومة اللبنانية تعرف تماماً مدى محبة إيران للبنان"، مضيفاً: "قدمنا العديد من المشاريع التي تخدم كل اللبنانيين بعيداً عن الطائفية". وكشف أنه في اليوم التالي لوصوله إلى بيروت "طلب مني سماحة السيد حسن نصر الله متابعة ملف الوقود المجاني من إيران، ونجحنا بالحصول على 600 ألف طن في وقت لم تكن الكهرباء الحكومية تعمل سوى ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً". وأضاف أنه تواصل حينها مع وزير الطاقة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لكن "الطرف الأميركي رفض استلام الوقود المجاني".
وأوضح أن هذه المشكلة لا تزال قائمة حتى اليوم رغم مرور سنوات، مشيراً إلى أن طهران عرضت كذلك بناء محطات لإنتاج الكهرباء والمساعدة في إصلاح الشبكة باستخدام معدات إلكترونية متطورة.
وختم أماني بالتأكيد على أن إيران "لا تنحاز لطائفة دون أخرى"، قائلاً: "نقف إلى جانب كل الطوائف اللبنانية. إذا كانت هناك طائفة مظلومة نساندها، وإذا تهدمت بيوت لمسيحيين أو دروز في الجنوب نقدم لهم المساعدة كما نفعل مع أهالي غزة الذين لا يملكون شيئاً".
الـــمــــزيــــــــــد
