يسود قلق أوروبي متزايد من تكرار سيناريو المواجهة السابقة في البيت الأبيض بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترامب، ما دفع قادة أوروبيين إلى اتخاذ قرار بمرافقته هذه المرة، وتعليمه أسلوب التعامل مع الرئيس الأميركي وكيفية التأثير عليه، وفق ما كشفت تقارير إعلامية عدة.
وبحسب صحيفة "تلغراف"، سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الإثنين، إلى جانب قادة أوروبيين آخرين بترامب، بعد أن أشرفوا على تدريب زيلينسكي "كيفية تلطيف غرور الرئيس الأميركي أثناء عرض موقفه السياسي".
ومن المقرر أن يجتمع ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض لبحث سبل إنهاء الحرب الأوكرانية المستمرة منذ شباط 2022. وكان اللقاء السابق بينهما في المكتب البيضاوي قد شهد تبادلاً للانتقادات الحادة، ولم تفلح محاولات القادة الأوروبيين في احتواء الخلاف حينها، ما دفع مسؤولين بريطانيين وأوروبيين منذ ذلك الوقت إلى تلقين زيلينسكي أسلوباً جديداً في الحوار مع ترامب.
ووفق الصحيفة، أصبح زيلينسكي يبدأ محادثاته مع نظرائه الأميركيين بكلمات شكر على الدعم المقدم إلى كييف، فيما اكتشف فريق رئيس الوزراء البريطاني استراتيجية للتأثير على ترامب تقوم على "تجنب الانجرار وراء تصريحاته الاستفزازية، وعدم محاولة إجباره علناً على تبني موقف معين، مع الإكثار من مدحه في العلن، واستخدام النفوذ في الكواليس لدفعه إلى مواقف تخدم المصالح الوطنية".
وتوصل حلفاء كييف إلى أن أفضل وسيلة لتجنب مواجهة جديدة في البيت الأبيض هي مرافقة زيلينسكي شخصياً. ولهذا سيحضر إلى جانبه كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف الناتو، إلى جانب شخصيات أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار القادة الأوروبيين السفر مجتمعين وتأجيل برامجهم في شهر آب يعكس حجم القلق وعدم اليقين. ونقلت عن سفيرين بريطانيين سابقين في واشنطن أن هذا الحشد الأوروبي نحو البيت الأبيض يهدف إلى مواجهة الدعاية التي يمارسها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ترامب.
وقال اللورد داروش، السفير البريطاني السابق في واشنطن خلال الولاية الأولى لترامب، إن تشكيل "وفد أوروبي رفيع المستوى وبشكل عاجل لمرافقة زيلينسكي، يعكس القلق العميق من نتائج قمة ألاسكا الأخيرة".