قلّلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شأن تقرير كشف أن وثائق رسمية وُجدت في مكان عام داخل أحد فنادق مدينة أنكوريج في ولاية ألاسكا، تحمل تفاصيل حساسة عن القمة التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة الماضي.
وذكرت إذاعة "NPR" أن الأوراق طُبعت على جهاز عام في فندق "كابتن كوك"، القريب من قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون العسكرية حيث عُقد اللقاء، وتضمّنت تفاصيل عن مسار القمة، تسلسل الاجتماعات، وأسماء وأرقام هواتف ثلاثة موظفين أميركيين. كما كشفت الوثائق عن مخطط جلوس، ودليل صوتي لنطق الأسماء الروسية، بالإضافة إلى قائمة غداء أُعدّت "تكريمًا لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين"، لكنها أُلغيت في اللحظة الأخيرة.
وبحسب التقرير، تضمنت الأوراق جدول لقاءات مصغّرة وموسّعة بين الرئيسين ومستشاريهما، مؤتمرًا صحافيًا مفاجئًا لم يتخلله أسئلة، ومقابلة لترامب مع الإعلامي شون هانيتي من "فوكس نيوز". كما أشارت الوثائق إلى هدية رمزية كان ترامب يعتزم تقديمها لبوتين، وهي تمثال نسر أميركي، إضافة إلى رسالة شخصية من السيدة الأولى ميلانيا ترامب تتعلق بتأثير الحرب في أوكرانيا على الأطفال.
البيت الأبيض سارع إلى التخفيف من وقع الحادث، واعتبرت نائبة السكرتير الصحفي آنا كيلي أن "الوثائق ليست أكثر من قائمة غداء متعددة الصفحات"، مؤكدة أن الأمر لا يُشكّل أي خرق أمني. من جهته، سخر متحدث باسم وزارة الخارجية من إثارة القضية، معتبراً أن "NPR تحاول صناعة قصة من لا شيء".
لكن خبراء في الأمن القومي، وبينهم أستاذ القانون في جامعة UCLA جون مايكلز، رأوا أن الواقعة تعكس "تقصيراً مهنياً واضحاً"، مشددين على أن "ترك وثائق في طابعة عامة خلال تحضير قمة دبلوماسية حساسة يُظهر تهاوناً غير مقبول".
القمة بين ترامب وبوتين خُصصت لمناقشة الحرب الروسية على أوكرانيا، لكنها انتهت دون اتفاق لوقف إطلاق النار، بعدما رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أي تسوية لا تتضمن ضمانات أمنية لكييف، في وقت تحدثت مصادر أوروبية عن طرح بوتين خطة سلام قائمة على تنازلات إقليمية من أوكرانيا.
الـــمــــزيــــــــــد
