وجّه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط نداءً إنسانيًا عاجلًا بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يُقام هذا العام تحت شعار "من أجل الإنسانية"، داعيًا إلى وقف الحروب والنزاعات في العالم، وإنقاذ ما تبقّى من إنسانية قطاع غزة، مع التشديد على ضرورة حماية المدنيين العُزّل وتوفير المساعدات الإنسانية بلا قيود.
وأعرب أبو الغيط، وفق ما نقلت وكالة أنباء "الشرق الأوسط"، عن تقديره العميق للعاملين في المنظمات الإنسانية في المنطقة العربية والعالم، الذين يواجهون المخاطر يوميًا لتقديم الدعم للأبرياء، خصوصًا الأطفال وكبار السن وسط الأزمات والكوارث. وأشاد بتفانيهم في تخفيف الآلام وإنقاذ الأرواح، معتبرًا أن "عملهم يعكس القيم النبيلة التي يؤمن بها الوطن العربي".
وفي سياق حديثه عن الأزمة في غزة، وصف أبو الغيط الوضع هناك بأنّه "الكارثة الإنسانية الأبشع في العصر الحديث"، مشيرًا إلى استمرار الحصار الإسرائيلي وسياسة التجويع التي تستهدف أكثر من مليوني فلسطيني، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. وانتقد صمت المجتمع الدولي إزاء تفاقم المجاعة واستمرار الحرب التي دمّرت البنية التحتية ودفعت السكان إلى التهجير القسري.
وأكد الأمين العام أنّ غزة يجب أن تظل في صدارة أولويات العالم، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية. كما جدّد التزام الجامعة العربية بدعم الشعوب العربية المتضررة من الأزمات عبر مجالسها الوزارية المتخصّصة، مشيدًا بالجهود الإنسانية التي تبذلها الدول العربية.
وشدّد على أهمية احترام القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، وحماية العاملين في المجال الإنساني من الاعتداءات، بما يضمن تمكينهم من أداء مهامهم في بيئة آمنة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد أسفرت الحرب على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023 حتى 11 آب الجاري عن استشهاد أكثر من 61,000 فلسطيني وإصابة نحو 154,000 آخرين، في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية وأعلنت مؤخرًا موافقتها على خطة لاحتلال القطاع بالكامل. كما يواصل المسؤولون الإسرائيليون، وفي مقدمتهم بنيامين نتنياهو، الترويج لمزاعم "إسرائيل الكبرى"، التي تشمل السيطرة على ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية إضافة إلى أراض عربية أخرى.