ووفق معلومات "ليبانون ديبايت"، فإن المريضة أُصيبت مساء الإثنين بنوبة حادة أشبه بالذبحة، ترافقها حالة خطيرة من انخفاض مستوى السكري إلى 20، ما يُشكّل طارئاً يهدّد حياتها. ورغم كل ذلك، تُركت على باب المستشفى بحجة الاكتظاظ، من دون أن يُسمح حتى بالكشف الأولي عليها.
الواقعة أثارت غضباً واسعاً بين ذوي المريضة والمجتمع، إذ لا يمكن بأي شكل تبرير ترك إنسان على أبواب الطوارئ، فيما ينصّ القسم الطبي على أن إنقاذ الأرواح يسبق أي اعتبارات أخرى. فهل تحوّلت أبواب المستشفيات إلى أبواب موت، بدل أن تكون ملاذاً للعلاج؟
وزارة الصحة أمام مسؤولية مباشرة
ما حدث ليس تقصيراً عادياً بل جريمة موصوفة بحق المريض والمواطن. وزارة الصحة مطالَبة بالتحرّك الفوري وفتح تحقيق عاجل وشفاف، يضع حدّاً لممارسات مماثلة قد تودي بحياة أي شخص في أي لحظة. التغاضي أو التهاون في هذا الملف يعني تواطؤاً مع المستشفيات وتشجيعاً على المزيد من الإهمال.
حالة من مئات لا تصل إلى الإعلام
حادثة مستشفى الزهراء ليست فريدة، بل نموذج يتكرر في أكثر من مستشفى لبناني، لكنه غالباً يبقى بعيداً عن الإعلام. كم من مريض فقد حياته على الأبواب بحجة "الاكتظاظ"؟ وكم من فقير حُرم من العلاج لأنه لم يملك ثمن "الدفعة الأولى"؟ هذه الممارسات تؤكد أن الضمير الطبي في لبنان يعيش حالة موت سريري، فيما القطاع الاستشفائي ينهار أمام أعذار إدارية ومالية.
نداء عاجل للمحاسبة
ما جرى يُعدّ وصمة عار جديدة على جبين القطاع الطبي في لبنان. المطلوب ليس التبرير ولا الأعذار، بل محاسبة حقيقية وإعادة النظر بنظام الطوارئ والإدارة الطبية، لضمان ألّا يكون باب المستشفى هو المحطة الأخيرة لحياة الناس.