قالت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير، إن وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، قام مؤخراً بزيارة سرية إلى الإمارات برفقة وفد رفيع المستوى، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين إماراتيين تناولت الحرب على غزة، والقضايا الأمنية، والعلاقات السياسية الثنائية. واكتفى مكتب ديرمر بالتعليق: "لن نعلق على الموضوع".
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الإسرائيلية ـ الإماراتية تباينات واضحة. فمؤخراً، اجتمع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي مع رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، في لقاء أثار امتعاض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي لم يقم حتى الآن بأي زيارة علنية إلى الإمارات منذ توقيع اتفاقيات التطبيع.
وفي سياق متصل، أعلنت حركة "حماس"، مساء الإثنين، موافقتها على مقترح لصفقة تبادل الأسرى عرض عليها من قبل الوسطاء مصر وقطر. وبحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، فقد سلّمت الحركة ردها الرسمي، ويقوم الجانب الإسرائيلي بدراسته حالياً.
يقوم المقترح على اتفاق جزئي يستند إلى المبادرة التي طرحها المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وينص على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل إعادة جثامين 18 آخرين، وذلك خلال فترة هدنة تمتد لـ60 يوماً.
وأوضحت الهيئة أن المفاوضات التي جرت خلال الأيام الأخيرة بين حماس والوسطاء تمّت بموافقة نتنياهو، مشيرة إلى أن مقربين منه أكدوا أنه لا يستبعد التوصل إلى صفقة جزئية "ضمن شروط معينة"، رغم إعلانه المتكرر أنه يقبل فقط بصفقة شاملة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة.
من جهة أخرى، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر دبلوماسية أن الإمارات ناقشت مع إسرائيل والولايات المتحدة إمكانية المشاركة في إدارة مؤقتة لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب، إلى حين تمكّن سلطة فلسطينية مُعاد إصلاحها من تولي المسؤولية. ووفق المصادر نفسها، فإن هذه النقاشات السرية شملت احتمال أن تشرف الإمارات والولايات المتحدة ودول أخرى على شؤون الحكم والأمن وإعادة الإعمار، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.
ورغم أن الإمارات وجهت انتقادات لسلوك إسرائيل وتصريحات نتنياهو خلال الحرب، إلا أن تل أبيب لا تزال تسعى إلى مشاركة الدولة الخليجية الغنية بالنفط في إدارة مرحلة ما بعد الحرب. وبحسب مسؤولين إسرائيليين سابقين، فإن هذا الطرح يتلاقى مع موقف الإمارات التي تعارض حماس وتعتبرها، كما تعتبرها الولايات المتحدة، "منظمة مزعزعة للاستقرار".