أفادت مصادر قناة "الحدث" أنّ الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، عقد لقاءً مطوّلاً في العاصمة الفرنسية باريس مع المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، بمشاركة الوزير السابق صالح طريف. وتمحور الاجتماع، الذي استمر قرابة ساعتين، حول الأوضاع المتوترة في الجنوب السوري، مع تركيز خاص على التطورات في السويداء والحدود مع إسرائيل.
وخلال اللقاء، شدّد الشيخ موفق طريف على ضرورة الإفراج عن جميع المختطفين من الجانبين، معتبراً أن أي تسوية لا بد أن تتضمن معالجة ملف الأسرى والمختطفين بشكل كامل. كما دعا إلى التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الأزمة السورية ويضمن حقوق المكوّنات الاجتماعية كافة. واتفق الطرفان على مواصلة الاتصالات بينهما، مع احتمال عقد اجتماع إضافي في باريس الليلة نفسها.
ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع لقاء ثلاثي مرتقب في باريس، يضم المبعوث الأميركي براك، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. وأكد مصدران مطلعان لموقع "أكسيوس" الأميركي أن هذا اللقاء سيبحث قضايا أمنية حساسة وترتيبات متعلقة بالحدود بين إسرائيل وسوريا، في ظل مساعٍ أميركية لرعاية تفاهمات أولية.
وبحسب الموقع الأميركي، كان من المقرر عقد هذا الاجتماع الأسبوع الماضي، لكنه تأجّل في اللحظة الأخيرة. ويُعتبر هذا ثاني لقاء خلال شهر بين ديرمر والشيباني، بعد نحو 25 عاماً من انقطاع شبه كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. الاجتماع السابق، الذي استمر أربع ساعات، تطرّق إلى آليات خفض التوتر ووقف إطلاق النار في الجنوب السوري.
وتشير تقارير إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى للعب دور الوسيط المباشر بين إسرائيل وسوريا، من خلال دفع الطرفين نحو تفاهمات تسمح بإنشاء ممر إنساني من إسرائيل إلى مدينة السويداء جنوب سوريا، بهدف إيصال المساعدات إلى أبناء الطائفة الدرزية هناك الذين يرزحون تحت الحصار والظروف المعيشية الصعبة. هذه المساعي تأتي ضمن إطار محاولات واشنطن للحد من التوتر في سوريا وإشراك المكونات الإقليمية في صياغة ترتيبات أمنية جديدة.