ألقى الوزير السابق مصطفى بيرم كلمة في مدينة النبطية خلال مجلس عاشورائي لمناسبة أربعينية الإمام الحسين، بمشاركة شخصيات وفعاليات سياسية واجتماعية. وأكد أنّ المقاومة ستبقى ركيزة قوة لبنان، وأن الحملات التي تستهدف سلاحها ليست سوى محاولات مكشوفة لإضعافها.
وقال بيرم: "كنا نهديكم انتصاراتنا وندافع عن الكنيسة كما عن المسجد، لأن هذه هي أخلاقنا، ولسنا ننتظر تصفيقًا أو مديحًا. لكن لا يجوز أن يُطعن ظهرنا، وإن شئت أن تكره فلتكره، لكن ليس لك أن تكون مع عدونا وتطيل عمره". وأضاف أنّ إسرائيل "أوهن من بيت العنكبوت، وما يمد في عمرها إلا الدعم الغربي غير المحدود والخذلان العربي الكبير".
واعتبر أنّ وجود إسرائيل في المنطقة ليس صدفة، بل هو تنفيذ لمشروع قديم يهدف إلى تقسيم الأوطان وإضعاف الشعوب، إلا أنّ المقاومة أفشلت هذا المشروع مرارًا وأوقفت تقدمه. وأوضح أنّ كل الحملات التي تُشن اليوم إنما تستهدف سلاح المقاومة تحت عناوين "زائفة" مثل السيادة، متسائلًا: "أي سيادة مبنية على قروض مرهقة تُكبّل الأجيال المقبلة؟ قرض بـ250 مليون دولار، فيما دولة صديقة عرضت 9 مليارات دولار لكن رسالة من سفارة منعت القبول؟ السيادة الحقيقية أن يكون القرار حرًّا والكرامة مصانة".
وأشار بيرم إلى أنّ المقاومة قدّمت نموذجًا ناجحًا "أغاظ خصومها"، مستشهدًا بتجربة مؤسسة القرض الحسن التي أعادت أموال المودعين في أصعب الظروف، وبنجاح الطلاب رغم الدمار، حتى فتاة درست تحت أنقاض بيتها وعلى قبر أبيها الشهيد وتفوّقت في الامتحانات الرسمية.
وتحدث عن تحرير عام 2000 الذي اعتبره "علامة فارقة" لاحترام المقاومة الدولة والمؤسسات، لكنه شدد على أنّ "اليوم الوضع مختلف ولا مكان للذل في قاموسنا". وأضاف أنّ أوراق القوة ليست ترفًا، بل ثمرة دماء وتضحيات، مؤكّدًا: "نحن الأحرص على الجيش والسلم الأهلي والوحدة الوطنية، والمقاومة ستبقى كزرع ينمو في ظلمة التراب بعيدًا عن الأعين، لكنه سيفيض ربيعًا مزهرًا بإذن الله".
الـــمــــزيــــــــــد
