ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب كلمة في الذكرى السنوية لرحيل العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى، خلال احتفال أقيم في مجمع الإمام الصادق الثقافي بحضور ديني وسياسي واجتماعي واسع.
استهل الخطيب كلمته بتعزية المسلمين بذكرى شهادة النبي محمد (ص) والإمام الحسن (ع) والإمام الرضا (ع)، مؤكداً أن رحيل السيد جعفر مثّل "ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء"، مشيداً بمسيرته العلمية التي أثمرت أكثر من 250 مجلداً شكلت ثورة فكرية ومعرفية.
وقال إن السيد جعفر كان عالماً محققاً لا يكتب بدافع الطائفية أو التعصب، بل بحث عن الحقيقة بعقل علمي ومنهج موضوعي، ما جعله واحداً من أبرز العلماء الذين أنجبتهم الحوزات العلمية، سواء في قم أو في لبنان، حيث أسس حوزات علمية في بيروت وعيتا الجبل ما زالت قائمة في عطائها.
وانتقل الخطيب إلى الشأن الداخلي، مؤكدًا أن المقاومة قدّمت تضحيات كبيرة للدولة اللبنانية، من بينها الانسحاب من جنوب الليطاني وتسليمه للجيش رغم أن القرار الدولي لم يفرض ذلك، متهماً بعض القوى السياسية بمحاولة دفع لبنان نحو فتنة داخلية خدمةً للمشروع الإسرائيلي. وسأل: "هل الذين يتمسكون بسلاح الدفاع عن لبنان ليسوا لبنانيين؟ ومن نصّب البعض ليتحدث باسم كل اللبنانيين؟"
وحذر من أن بعض الخطابات تسعى إلى إشعال حرب أهلية، مشدداً أن واجب القيادة هو تهدئة الشارع وحماية السلم الأهلي، لا إثارة الانقسامات خدمة لمصالح ضيقة.
وختم قائلاً: "الإنصاف يقتضي أن تُقدَّر تضحيات المقاومة التي تحمي كل لبنان بدماء أبنائها، لا أن تُختصر شهاداتهم بأنهم شهداء إيران. هذا كلام معيب، ولا يليق أن يصدر عن مسؤول سياسي أو ديني".