أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الجمعة، أنّ وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيت، أقال رئيس استخبارات البنتاغون، الفريق أول جيفري كروز، بسبب ما وصفه بـ"فقدان الثقة".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّ كروز، الذي كان يشغل منصب مدير إدارة استخبارات وزارة الدفاع الأميركية، أصبح أحدث كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الذين تتم الإطاحة بهم في إطار ما وصفته بـ"عملية تطهير واسعة النطاق" داخل أجهزة الأمن القومي.
وتأتي هذه الخطوة بعد تقارير متزايدة عن حالة اضطراب داخلي يعيشها البنتاغون منذ أشهر. ففي نيسان الماضي، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أنّ المؤسسة العسكرية تعاني من "فوضى كاملة"، نتيجة صراعات حادة بين المستشارين المقربين من هيغسيت الذين تحولوا بسرعة إلى منافسين شرسين يتنازعون على النفوذ، ما أدى إلى أعمال انتقامية متبادلة، إقالات مفاجئة، واتهامات بتسريب معلومات سرية، فضلاً عن عناوين صحافية مثيرة للفضائح تقوض سمعة الوزارة.
كما أشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تموز الماضي، نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع، إلى أنّ عدداً من كبار مسؤولي البنتاغون بصدد إعداد رسالة تطالب باستقالة هيغسيت. وذكرت أنّ مسودات هذه الرسالة بدأت تتداول منذ أيار الماضي بين ضباط بارزين وموظفين مدنيين في الوزارة، بهدف إطلاع الرأي العام الأميركي على ما وصفه أحد المصادر بـ"أن هذا الرجل ليس لديه أدنى فكرة عما يفعله".
وتضمنت المسودات شكاوى حادة من عملية صنع القرار المُسَيّسة داخل البنتاغون، ومن "الخلل الوظيفي" في مختلف الإدارات، إضافة إلى تراجع المعنويات وانتشار أجواء من الغموض، نتيجة ما وصفته المصادر بـ"هوس هيغسيت باستئصال المعارضة" داخل صفوف القيادة العسكرية.
وتكشف هذه التطورات حجم التوتر غير المسبوق داخل وزارة الدفاع الأميركية، في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة أزمات متشابكة على الصعيدين الخارجي والداخلي، ما يضع مستقبل قيادة البنتاغون أمام تساؤلات جدية حول استقرارها وقدرتها على إدارة الملفات الحساسة.