أشار عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل أبو فاعور، إلى أننا "اليوم في هذه الأيام الوطنية القلقة، وفي هذه الأيام التي تشتعل فيها نيران الخلافات حول قضايا جوهرية وأساسية، وفي هذه المرحلة التي تحاول الدولة أن تسلك مسلك الدولة وتبحث عن كينونتها ووجودها وسلطتها ووحدانيتها في كل الشؤون، نحتاج إلى التربية ولا نحتاج إلى التخوين، ولا إلى الشتائم والانقسامات، ولا نحتاج إلى مزيد من الشروخ في روحنا الوطنية".
جاء كلام النائب أبو فاعور خلال مشاركته في الاحتفال التأبيني الحاشد الذي أقيم في المدرسة اللبنانية العالمية بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة المربية كوزيت رباي غازي، والذي تخلله إزاحة الستارة عن نصبها التذكاري.
نُظّم الاحتفال بدعوة من النائب أبو فاعور ووزارة التربية والتعليم العالي – مصلحة التعليم الخاص، بالتعاون مع مجموعة غلوبال إديوكايشن، نقابة المدارس الخاصة في البقاع، والجمعية "الخيرية التربوية" في راشيا، بحضور ممثلين عن مدارس LIC – LFS – SGS، وعائلة الفقيدة آل غازي وآل رباي.
وقال النائب أبو فاعور: "نحن نأتي تلبية لهذه الدعوة الكريمة وللمواساة في هذا المصاب، ولكننا أيضاً نأتي كشركاء في هذا الحزن الذي عم وادي التيم، ولأداء فروض الاحترام لسيدة راقية محترمة أضافت من روحها إنسانية ووداً ولطفاً وتربية وعلماً وأخلاقاً في هذا الوادي".
وتابع، "المرحومة كوزيت أضافت إلى وادي التيم الكثير من التربية والأخلاق والمحبة بين أبنائه. نحن اليوم نأتي لأداء فروض الاحترام لهذه الشخصية، لنقول إن هذا الحزن الذي عشناه عند لحظة وفاتها وما تزال المنطقة تشعر به اليوم في هذه الذكرى، هو ربما من المرات القليلة التي شهدتها منطقة راشيا".
وأضاف أبو فاعور، "حزنك مشروع، ونحن نداوي هذا الحزن بالمشاركة وبالعزاء، ومن المفيد للمنطقة أن تستقي من هذه التجربة وتحتفظ بها في ذاكرتها، فالحزن على قدر الإرث، والإرث على قدر الحزن الذي نراه في عيون كل من اجتمع في هذا اللقاء، ومن عرف المرحومة من المنطقة وخارجها".
وأردف، "لا ضير في حزنك، فقد بنيت أنت والمعلمة كوزيت هذا الصرح التربوي الكبير والمهم. العزاء في كل مآسينا، سواء كانت خاصة أو وطنية، هو في التربية وفي العلم. ونحن في هذه الأيام الوطنية القلقة، حيث تتصاعد الخلافات حول قضايا جوهرية، تحاول الدولة أن تمارس دورها وتبحث عن كينونتها ووحدانيتها، نحتاج إلى التربية ولا نحتاج إلى التخوين ولا الشتائم والانقسامات، ولا إلى مزيد من الشروخ في روحنا الوطنية".
وأكد أبو فاعور "آمل أن تكون هذه الأمسية فرصة لتذكر الراحلة، وقراءة موعظة التفاهم والحوار والوفاق بين اللبنانيين، والابتعاد عن لغة التخوين التي نسمعها هذه الأيام".
وختم: "شكراً على هذه الأمسية، وشكراً لك أستاذ وائل وللمدرسة على إشراكنا في هذا الحزن. لقد عرفت الفقيدة كوزيت وأخلاقها وطيبها ورفعتها في المخاطبة والنقاش، وأعتقد أن عزاءكم في هذا الحزن، وعزاءنا جميعاً في إرثها وروحها التي ستبقى محفوظة في وادي التيم".
ثم تحدث رئيس مصلحة التعليم الخاص الأستاذ الأشقر قائلاً: "يقال إن الموت أنيق في اختياراته، فلا يلقي بثقله إلا على المتميزين خلقاً وخلقاً وقلباً وقالباً. يحوم حولهم… يختطف فرحتهم من قلوبنا وكأنها درس لنا أن الطيبين عابرون كالنسمة في يوم صيفي، لكنه يتقن في حرق أفئدتنا كالنار في الهشيم دون السؤال عن وجع أرواحنا، وتمتزج العبارات مع الدموع لرحيل فقيدتنا التي لن يغيبها الفقد، فهي باقية كنبض القلب في الجسد عند كل شفق".
كما كانت كلمة باسم المدارس والعائلة لزوج الراحلة وائل غازي.
وفي الختام، توجه الحضور لإزاحة الستار عن اللوحة الجدارية والنصب التذكاري للمرحومة كوزيت رباي.