كشف مدير عام "سكاي نيوز عربية" نديم قطيش، أن لقاء الوفد الإعلامي العربي مع الرئيس السوري أحمد الشرع حمل رسائل سياسية واقتصادية لافتة، أبرزها إعلانه رفض أن يكون امتدادًا لأي تنظيم إسلامي أو حركة جهادية، وتأكيده أن الاقتصاد هو المرجعية الأساسية في رؤيته للحكم.
وأوضح قطيش أن الرئيس الشرع قدّم خلال الحوار مراجعة لتجربة إدلب وتجارب الحركات الإسلامية، معتبرًا أن نتائجها لم تفرز إيجابيات تُبنى عليها، بل قادته إلى استخلاص خلاصات جديدة يقوم عليها مشروعه الحالي.
وذكّر بما أعلنه المستشار الإعلامي للرئيس، أحمد موفق زيدان – الذي كان مستشارًا سابقًا لأسامة بن لادن وإعلاميًا في "الجزيرة" – حين دعا إلى حل تنظيم الإخوان المسلمين، على غرار تفكيك الفصائل العسكرية والسياسية خلال المرحلة الانتقالية.
وشدد زيدان في مقاله الأخير أن الخطوة "ليست تصفية حسابات بل خيار استراتيجي لمصلحة الدولة السورية الجديدة، التي تسعى للانطلاق بعيدًا عن الهياكل الموازية التي هددت وحدة البلاد واستقرارها".
وأشار قطيش إلى أن الشرع ركّز على "المرجعية الاقتصادية"، سواء في علاقات سوريا مع لبنان والعراق أو مع الغرب، كاشفًا عن خطط لربط الموانئ السورية بأوروبا عبر شركات فرنسية، وأخرى بميناء جبل علي في الإمارات.
وأضاف أن الرئيس تحدث أيضًا عن مشاريع تكنولوجية تشمل خطوط كابلات لنقل البيانات ورؤية لتحويل سوريا إلى مركز إقليمي في مجال البنى الرقمية الحديثة.
ووفق قطيش، فقد بدا هذا الطرح الاقتصادي مفاجئًا لبعض الحاضرين، رغم أن الشرع سبق أن ناقشه خلال زيارته الأخيرة إلى الإمارات، حيث تُرجم لاحقًا في اتفاقيات اقتصادية مرتبطة بقطاع الموانئ والتكامل الإقليمي.
الخبير في شؤون الجماعات المتشددة أحمد بان، قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن جوهر أزمة الإخوان يكمن في بنيتهم، إذ لا يقبلون إلا أن يكونوا "تنظيمًا موازيًا ينازع الدولة أدوارها".
واعتبر بان أن التنظيم بات أشبه بـ"ديناصور غير قابل للحياة" بعد خمسة عقود من الغياب عن الساحة السورية، ظل خلالها أسير سرديات قديمة متناقضة مع الواقع الجديد.
وأشار بان إلى أن الإخوان يمثلون "خطرًا مضاعفًا" على الدولة الناشئة والتعددية السياسية في آن، لأنهم يرفضون المشاركة إلا من موقع الهيمنة.
ولفت إلى أن الإدارة السورية الجديدة بعثت برسائل مزدوجة للتنظيم: فمن جهة عيّنت شخصية ذات خلفية إخوانية كمفتي للدولة، لتؤكد أنها لا تمانع بدور دعوي محدود، لكنها من جهة أخرى وجّهت رسالة أوضح بأن لا مكان لتنظيم سياسي موازٍ داخل سوريا الجديدة.
وبحسب بان، فإن الإخوان لم يلتقطوا هذه الرسائل وظلوا متمسكين بخطوطهم الحمراء، ما يضعهم في مسار تصادمي مع الدولة، التي نجحت حتى الآن في تفكيك البنى الموازية كافة.