اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدول الغربية بأنها منحت الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ما وصفته بـ"صك غفران" عن الجرائم التي ترتكبها قواته، معتبرة أن هذا التغاضي يتم على حساب أموال تلك الدول وحياة المدنيين الأوكرانيين.
وفي حديث إلى راديو "سبوتنيك"، أشارت زاخاروفا إلى أن القوات الأوكرانية شنّت هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على خط أنابيب النفط الروسي "دروجبا" (الذي يعني اسمه باللغة الروسية "الصداقة")، ما أدى إلى تعليق مؤقت لإمدادات النفط إلى هنغاريا وسلوفاكيا ريثما تُستكمل أعمال الإصلاح.
ورأت أن الغرب لا يسعى إلى معالجة الجرائم أو منعها، بل يعمل على تبريرها، وهو ما وصفته بـ"منطق غير عقلاني". وأضافت: "الغرب يمنح زيلينسكي صك غفران – ليس من ماله، بل من أموالهم هم – في حين أن الشعب الأوكراني هو من يدفع الثمن من خلال فقدان حياة أبنائه".
وأكدت زاخاروفا أن لا جدوى من محاولة إقناع زيلينسكي، داعية إلى توجيه الرسائل مباشرة إلى من يزوّدونه بالسلاح والأموال ويشجعونه بالتصفيق، معتبرة أن هؤلاء هم المسؤولون الفعليون عن استمرار الأزمة.
وتأتي تصريحاتها بعد مؤتمر صحافي عقده زيلينسكي في كييف بتاريخ 24 آب، حيث قال إن مستقبل خط أنابيب "دروجبا" أصبح مرتبطًا بقرار بودابست بشأن رفع الفيتو المتعلق بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد فسّرت بودابست كلامه كتهديد مباشر و"مسّ بالسيادة"، حيث دعا وزير الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو زيلينسكي إلى وقف التهديدات وعدم تعريض أمن بلاده الطاقوي للخطر. كما شدد غيرغي جوياش، مدير مكتب رئيس الوزراء الهنغاري، على أن هنغاريا تُعد المورد الأساسي للكهرباء إلى أوكرانيا، محذرًا من أن استمرار الأعمال العدائية قد يدفع بودابست إلى وقف إمدادات الطاقة لجارتها الشرقية.