المحلية

ليبانون ديبايت
الخميس 28 آب 2025 - 07:19 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن.. لمواجهة إسرائيل أولاً؟

معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن.. لمواجهة إسرائيل أولاً؟

"ليبانون ديبايت"


يبدو أن "الإنزال" الأميركي قد بدأ في لبنان، لكنه إنزال سياسي وأمني واقتصادي ومالي واجتماعي وإنمائي، تجلّت أبرز مظاهره عبر مبادرة حملها وفد نيابي أميركي رفيع إلى بيروت، قد تفتح الباب أمام اتفاقية دفاع مشترك، تعطي لبنان كل الضمانات من أجل حماية أمنه وحقوقه بوجه إسرائيل كما بوجه سوريا أو غيرها من الدول.


وومن أولى تجلّيات هذا التحول الأميركي في التعاطي مع لبنان، يحددها الكاتب السياسي في واشنطن وسام يافي، في مستوى الشخصيات المشاركة في الوفد الأميركي إلى لبنان، وهو أرفع من مستوى الشخصيات السابقة، ما يؤشر إلى أهمية الملف اللبناني وإلى جدية الطروحات الأميركية والتي تفترض التعاطي معها بشكل جدي من قبل لبنان الرسمي ومن قبل كل اللبنانيين.


ويقول المحلل يافي ل"ليبانون ديبايت"، إن الوفد الأميركي المرافق للسفير توم برّاك في زيارته الخامسة للبنان، قد ضمّ إلى براك، مورغان أورتيغاس كممثلين عن الإدارة الحالية، ونواباً من الكونغرس يمثلون الحزبين الجمهوري والديمقراطي، حيث من المعلوم أن "محفظة" الولايات المتحدة تأتي من الكونغرس وليس من رئيس الجمهورية، بمعنى أن الوفد الأميركي يمثل أطرافاً فاعلة ومؤثرة في القرار في مجلس الشيوخ والكونغرس والإدارة في واشنطن، وبالتالي فهي تملك القدرة على دعم لبنان.


وعن مهمة هذه البعثة الأميركية، يشير يافي إلى سلة من الطروحات تتناول كل المجالات السياسية والأمنية والدفاعية والإقتصادية والمالية، ومنها اتفاقية تعاون دفاعي مشترك وإنشاء منطقة إقتصادية في الجنوب وإصلاح مصرفي وصولاً إلى اقتراح تأمين دعم مالي لكل مقاتلٍ من "حزب الله" يتخلى عن سلاحه كما تأمين فرص عمل للبنانيين، وذلك بالتوازي مع العمل لتأمين انسحاب اسرائيلي من النقاط المحتلة وهو ما أشار إليه السيناتور ليندسي غراهام في تصريحٍ له من قصر بعبدا.


وعن تداعيات هذه الطروحات الأميركية، يتحدث يافي عن استفادة لبنان على سبيل المثال، من توقيع اتفاقية الدفاع المشترك، والتي ستؤدي إلى تأمين الحدود واسترجاع ال10452 كلم، وبالتالي الضغط على إسرائيل للإنسحاب من النقاط المحتلة على الحدود الجنوبية، وهو طرح يمثل فرصةً للبنان يجب أن يفاوض عليها اليوم قبل الغد.


وحول أسباب هذا التركيز الأميركي على اختيار لبنان، يعتبر يافي أن لبنان "بالغ الأهمية بالنسبة لواشنطن نظراً للخصوصية والميزات الخاصة التي يتمايز بها عن كل دول المنطقة وحتى عن إسرائيل حليفة الأميركيين، فميزة التنوع الطائفي والتعايش بين الأديان والثقافات والحريات، لا يملكها أي بلد آخر في المنطقة، ولذلك فإن أميركا تدعم هذه الميزات وخصوصاً التنوع الديني والتعايش، ما يجعل من نموذج التعايش اللبناني، الأقرب إلى النموذج الأميركي على صعيد الحريات الدينية".


كذلك يلفت يافي إلى أن طرح معاهدة اتفاق دفاع مشترك بين لبنان والولايات المتحدة، هو طرح "غير مسبوق"، خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأميركية لم توقع مثل هذا الإتفاق إلاّ مع دول قوية كاليابان، ومن شأن هذا الإتفاق أن "يجعل من واشنطن في موقع الدفاع عن لبنان عند التهديد وهو ما قد ينسحب على التهديد من إسرائيل أو من أي جهة أخرى".


وعن حصرية السلاح، يشير يافي إلى أن الوفد الأميركي قد أتى بطرح جديد يأخذ في الإعتبار مسألة الإعمار في القرى الجنوبية من خلال الحديث عن المنطقة الإقتصادية من أجل إعادة كل مظاهر الإنماء وإعادة البناء والنموّ الإقتصادي للجنوب.

ومن المعلوم ان الطروحات الأميركية السابقة كانت بمعظمها عسكرية إنما اليوم باتت تلحظ المستويات الإقتصادية بمعنى أنها "طروحاتٍ متكاملة بدعم عسكري واقتصادي واجتماعي في فرصة هي الأولى للبنان من قبل الولايات المتحدة، حيث أنها المرة الوحيدة التي تدعم فيها واشنطن لبنان بهذا الشكل، منذ عهد الرئيس فؤاد شهاب".


في المقابل، يجد يافي أن "الخيارات محدودة أمام لبنان، في ضوء الأزمة الإقتصادية وانعدام الحلول مع استمرار المشكلة الأمنية، وإن كان من الواضح أن سلة الطروحات الأميركية تأتي تحقيقاً لمصالح أميركا في المنطقة، لكنها تصبّ في مصلحة لبنان، الذي بإمكانه أن يرفض هذا الدعم، علماً أنه اليوم أمام فرصة غير مسبوقة للخروج من كل أزماته".




تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة