قال موقع "واينت" الإسرائيلي إن العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ليلًا قرب العاصمة السورية دمشق، وتحديدًا في منطقة الكسوة، تمثل تحولًا لافتًا في السياسة الإسرائيلية، إذ أعادت تل أبيب إلى نهج الغموض في التعاطي مع نشاطها العسكري داخل سوريا.
وأوضح الموقع أن العملية تضمنت إنزال قوات خاصة عبر أربع مروحيات، حيث استمرت أكثر من ساعتين، بعد اكتشاف منشأة يعتقد أنها مخصصة لأعمال مراقبة. وأشارت تقارير سورية إلى العثور على أجهزة مراقبة وتنصت في المنطقة، وسط غارات جوية منعت الوصول إلى الموقع.
لفت التقرير إلى أن إسرائيل، وعلى مدى سنوات طويلة، كانت تنفذ ضربات داخل سوريا ضد مواقع إيرانية في ظل حكم بشار الأسد، من دون أن تعلن مسؤوليتها عنها. إلا أن الوضع تغيّر بعد سقوط الأسد وصعود أحمد الشرع، حيث بدأت تل أبيب تعترف علنًا بعملياتها، مثل عملية "طرق متعددة" التي استهدفت مصنعًا للصواريخ في مصياف، وعملية "سهم الباشان" التي دمّرت قدرات استراتيجية للنظام الجديد.
كما اعترف الجيش الإسرائيلي في شباط الماضي بتنفيذ سلسلة هجمات واسعة استهدفت رادارات ومقرات عسكرية، فيما أعلن في أيار عن عملية في اللاذقية دُمّرت خلالها منصات صواريخ ساحل–بحر.
وفي نيسان، ومع اندلاع الاضطرابات الأولى في جبل الدروز، هدّدت إسرائيل نظام الشرع بشكل علني ثم نفذت ضربة قرب القصر الرئاسي في دمشق، تبعها هجوم وُصف بأنه الأعنف عام 2025، استهدف مقرات عسكرية ومخازن أسلحة، وأصاب مباشرة المقر الرئيسي للجيش السوري في دمشق.
غير أن العملية الأخيرة في منطقة الكسوة بدت مختلفة. فقد اكتفى وزير الدفاع يوآف كاتس بتلميح مقتضب من دون تفاصيل، ما أعاد سياسة الغموض بعد سنوات من التصريحات العلنية.
وبعد ساعات على العملية، قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بزيارة إلى بلدة جولس حيث التقى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف، في خطوة ربطتها بعض الأوساط بالرسائل السياسية المرافقة للتحركات العسكرية.