وأكّد الباحث في الشأن السياسي نضال السبع، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الأميركي في هذه الزيارة تحديدًا لم يحمل أي جديد، بل يبدو أننا تراجعنا إلى الوراء، وكان هذا الأمر واضحًا". وأضاف: "الفكرة التي كان الأميركي يطرحها في البداية لجهة خطوة مقابل خطوة لم تعد سارية، وبالتالي يقول اليوم: انزعوا سلاح حزب الله ونحن سنتهعّد بالحديث مع الإسرائيليين حول موضوع الانسحاب".
وتابع: "هذه الزيارة مؤشر على أن "هناك تراجعًا أميركيًا عن الورقة التي قدّمها سابقًا ولا تحمل أي جديد"، معتبرًا أن "الأمور تشي بأننا ذاهبون نحو صدام داخلي. اليوم نحن نقترب من نهاية شهر آب، وبالنتيجة ستقدّم قيادة الجيش لمجلس الوزراء ورئيس الجمهورية خطة واضحة بشأن سحب سلاح حزب الله، هنا سنكون أمام أزمة كبيرة، ففي حال أعطى مجلس الوزراء الجيش قرارًا بسحب السلاح، هناك احتمال لحدوث صدام بين الجيش وحزب الله، وربما أيضًا سيناريو آخر يتمثل بانكفاء الجيش وعدم قدرته على تنفيذ هذا الأمر لأنه يسبب إشكالًا داخليًا، وبالتالي يدخل العامل الإسرائيلي، وربما نذهب إلى جولة قتالية".
وكشف السبع أن "ما توفّر له من معلومات أن زيارة علي لاريجاني الأخيرة إلى لبنان كانت لإبلاغ أحد المراجع اللبنانية الكبيرة بأن موضوع سلاح حزب الله يشكّل بعداً أمنًا قوميًّا إيرانيًّا، كما أبلغ حزب الله بعدم التجاوب مع فكرة سحب السلاح، لأنه في حال سلّم الحزب سلاحه، فسيتم الإطاحة به على الصعيد اللبناني".
وعن الآلية التي قد يلجأ إليها الإسرائيلي، رأى أن "الإسرائيلي قد يقدم على ضربات جوية على مراكز، ولكن في حال أعطى مجلس الوزراء الجيش الضوء الأخضر لتنفيذ الخطة، من المؤكّد أن الجانب الأميركي سيقدّم لائحة بالمواقع التي تتواجد فيها الأسلحة، وبالتالي في حال لم يقم الجيش بهذه الخطوة، قد يلجأ الإسرائيلي لتنفيذ عمليات تستهدف مواقع تخزين أسلحة حزب الله".
وأضاف: "البعض في الداخل اللبناني يراهن على انشقاق داخل الجيش، إلا أنني أرى أن عوامل الانشقاق غير متوفرة حاليًا، فإذا درسنا التجارب السابقة التي أدّت إلى انشقاق الجيش، نجد أنها كانت مرتبطة بدعم خارجي مباشر، مثل عام 1975-1976 مع ظاهرة أحمد الخطيب، أو عام 1983-1984 بعد اتفاق 17 أيار، أو مرحلة ميشال عون، وكلها أمور غير متوفرة اليوم، لذا، أرى أن الجيش ذاهب نحو الانضباط، لكن قد تتعقد الأمور أكثر في حال حصول تشنّج داخلي بشأن سلاح حزب الله، وقد يؤدي ذلك إلى تدخل الإسرائيليين بعمليات جوية".
وشدّد على أنه "لا أحد يمكنه تحديد موعد هذه الهجمات، لكن الفترة الممنوحة للجيش من الأميركي لسحب السلاح تمتد حتى نهاية هذا العام، أي حتى 24 كانون الثاني، وهي آخر فترة ممنوحة للجيش والحكومة اللبنانية لسحب سلاح حزب الله".
وختم السبع، بالقول: "حتى لو تمّ السير بخطة الجيش، ستكون هناك مراحل محددة، فمثلاً ما حدث قبل أسبوع من تسليم السلاح في مخيم برج البراجنة، والمشاهد التي رأيناها اليوم عن تسليم السلاح في مخيم الرشيدية، تصبّ في نفس الاتجاه. أي أن هذه العملية ليست مجرد إجراء روتيني، بل رسالة سياسية مفادها أنه بما أن الفلسطيني سلّم سلاحه، يُحشر حزب الله في السياسية بشأن سلاحه".