أكّد رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني السفير رامز دمشقية أنّ عملية تسليم السلاح من المخيمات الفلسطينية جنوب الليطاني عكست جدّية الدولة في تنفيذ قرار حصر السلاح بيدها، بعدما انتفت الحاجة إلى بقاء هذا السلاح في مواجهة إسرائيل.
وأوضح دمشقية في حديث إلى صحيفة "الجمهورية" أنّه "تمّ في مخيم الرشيدية تسليم 6 شاحنات محمّلة بصواريخ وأسلحة ثقيلة، فيما سُلّمت شاحنة واحدة في مخيم البص، وأخرى في البرج الشمالي"، لافتًا إلى أنّ هذه المرحلة جاءت أكثر تنظيمًا وفاعلية من تجربة برج البراجنة الأولى، والتي اعترتها بعض الثغرات اللوجستية.
وشدّد على أنّ "الكمية التي جرى تسليمها وازنة ولا يمكن الاستهانة بها"، مشيرًا إلى أنّ "الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش تستطيع التأكد من ذلك". وأقرّ بأنّ "وضع عين الحلوة أكثر تعقيدًا، لكن لا بد من سحب السلاح منه قبل نهاية السنة، وهي المهلة التي التزمت بها الدولة اللبنانية".
وأضاف أنّ "المعالجة في عين الحلوة ستتم بالتفاوض والتفاهم مع الفصائل، مع شرح أبعاد القرار الذي يخدم مصلحة اللبنانيين والفلسطينيين معًا"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى "حرص الدولة على تعزيز الخدمات داخل المخيمات بما يلبّي بعض المطالب المحقّة".
وفي معرض تعليقه على هواجس مجزرة صبرا وشاتيلا التي تدفع بعض الفصائل إلى التمسّك بالسلاح، قال دمشقية إنّ هذا القلق مفهوم "لكنّ أسبابه انتفت مع وجود جيش لبناني قادر على حماية الجميع".
وكشف أنّ "مراحل لاحقة من عملية السحب ستُستكمل في مخيمات بيروت مثل برج البراجنة وصبرا وشاتيلا ومار الياس، بعيدًا من الأضواء والإعلام، خصوصًا أنّ جزءًا من السلاح قديم ويشكّل تهديدًا للسلامة العامة، على أن يمتد هذا المسار إلى مخيمات الشمال والبقاع".
وختم دمشقية بالتأكيد على أنّ "المخيمات الفلسطينية تعيش مرحلة انتقالية من واقع العسكرة إلى الطابع المدني، وهي عملية قد تستغرق وقتًا، لكن نتائجها ستكون إيجابية في المدى البعيد".
الـــمــــزيــــــــــد
