في هذا السياق، يرى العميد الركن المتقاعد فادي داوود، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية يأتي في ظل الزحمة السياسية الراهنة، وتصريحات الموفدين الذين يزورون لبنان، ويبدو واضحًا أن هذا التصعيد يصبّ في إطار الحملة الجارية في البلاد، ويدفع بها نحو المسار الذي يتبلور اليوم بلا أدنى شك".
وعن احتمال اندلاع حرب إسرائيلية جديدة على لبنان، يوضح أنه "لا يمكننا الجزم بأن حربًا شاملة قادمة، لكننا بالتأكيد سنشهد المزيد من التأزيم على المستوى السياسي، هناك اتفاق دولي تسعى بعض الدول إلى فرضه بالقوة، كما هو الحال في اتفاقات مشابهة في المنطقة، لا نعلم حتى الآن إن كان هذا الاتفاق سيتم فرضه بالقوة أم سيُواجه ويرفض، والوقت كفيل بكشف ذلك، لكن ما هو واضح أمامنا أن الأمور ستشهد مواجهة وتصعيدًا في الأزمة، داخليًا، تبقى الأزمة سياسية ولن تتحول إلى مواجهات في الشارع، أما على صعيد إسرائيل، فلا شيء مضمون، إذ أن العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان منذ وقف إطلاق النار لم يتوقف، ويتفاوت بين التشدّد والتهدئة حسب الرسائل السياسية".
وفيما يخصّ التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن محاولة حزب الله ترميم قدراته، يقول: "لا أتبنى هذا الموقف الإسرائيلي، لكن من دون شك، حزب الله يعمل على ترميم قدراته، وقد نجح بالفعل في إعادة بناء جزء كبير منها، هناك شحنات ذخيرة موجودة في سوريا تُنتظر انتقالها إلى لبنان، لكن يتم إيقافها هناك، وهذا جزء من إعادة ترميم القدرات والهيكلية القيادية التي سبق أن استُهدفت، وهو ما نجح الحزب في إصلاحه، ومن خلال تصريحاته الأخيرة، يبدو أن الحزب اليوم أكثر استعدادًا للمواجهة مما كان عليه سابقًا".
ويشدّد العميد داوود على أن "أمام حزب الله خيارين، الأزمة الداخلية أو المواجهة الخارجية، ومن الواضح أنه يفضّل الخيار الثاني، إذ تمنحه المواجهة مع إسرائيل تعاطفًا داخليًا، أو على الأقل تساعده في تجنّب تداعيات الانخراط في الأزمات الداخلية التي أعلن مرارًا أنه لا يرغب في التورط فيها".
الـــمــــزيــــــــــد
