يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة غير مسبوقة بعد نحو عامين من الحرب على غزة، إذ تتزايد صعوبة حشد عشرات آلاف جنود الاحتياط، بالتوازي مع تفاقم الانهاك في صفوف القوات العاملة على الجبهات.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية اليوم الثلاثاء 2 أيلول 2025، فإن قيادة الجيش تجد صعوبة في استدعاء ما يصل إلى 60 ألف جندي احتياط، بعدما رفض كثيرون العودة إلى الخدمة بسبب ضغوط عائلية، وانعدام الثقة بالقيادة السياسية، إضافة إلى ما وصفوه بـ"الممارسات غير الأخلاقية ضد الفلسطينيين".
أكثر من 30 ضابطاً وجندياً أكدوا للصحيفة أنهم بلغوا "نقطة الانهيار"، موضحين أنّ القضاء على حركة حماس "غير ممكن عبر حرب العصابات" التي تعتمدها. ورغم إعلان الجيش أنه يحافظ على جاهزيته، إلا أنّ الاستنزاف واضح، فيما تعكس استطلاعات الرأي تراجع الدعم الشعبي للحرب، حيث يطالب نحو 80% من الإسرائيليين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإنهاء القتال والتوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين.
ولمواجهة العجز البشري، لجأت بعض القيادات إلى وسائل غير تقليدية، بينها نشر إعلانات عبر مجموعات "واتساب" بحثاً عن مقاتلين، وتقديم نموذج خدمة أكثر مرونة يتيح تقسيم الخدمة بين أسابيع عمل وأخرى راحة. كما مدّد الجيش فترة بقاء عشرات آلاف الاحتياط في الخدمة الفعلية، وهو ما أثار مزيداً من السخط.
وفي شهادة لافتة، قال رقيب أول خدم في فرقة "الكوماندوز 98" لأكثر من 400 يوم في غزة ولبنان إنه بات يعتقد أن "الناس يموتون عبثاً، وأن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقائه السياسي". فيما أشار آخرون إلى أنّ شعورهم بالإحباط تضاعف مع قرارات تمديد الخدمة من دون وضوح في الأهداف.
التقرير نقل أيضاً روايات عن حوادث إطلاق نار على مدنيين فلسطينيين وغياب المحاسبة، وهو ما دفع عدداً من جنود الاحتياط إلى مقاطعة الخدمة لأسباب أيديولوجية. وأكد أحدهم أنه صُدم من "الطريقة غير المبالية" التي نوقشت بها هذه الحوادث، ما جعله يتوقف عن تلبية الاستدعاءات.
صحيفة جيروزاليم بوست من جهتها كشفت عن تزايد حالات الانتحار في صفوف الجنود الذين يعانون من صدمات الحرب، مشيرةً إلى أن الدافع الأساسي لمن يواصلون القتال ليس الإيمان بالمهمة، بل التضامن مع رفاقهم. وحذّر باحثون من أن المؤسسة العسكرية تقترب من "الخط الأحمر" في قدرتها على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية.