كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أنّ تل أبيب نفذت واحدة من أنجح عملياتها الاستخباراتية والعسكرية في الهجوم الأخير على إيران، والذي أسفر عن اغتيال قائد فيلق الجو والفضاء بالحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي حاجي زاده، في حزيران الماضي. وأوضحت الصحيفة أنّ العملية اعتمدت على "خدعة غير مسبوقة" نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في اللحظات الأخيرة.
بحسب التقرير، كان حاجي زاده، وهو من أبرز الأهداف الـ25 على قائمة الاغتيالات الإسرائيلية، قد غادر اجتماعاً طارئاً في مخبأ قيادته بعدما اعتقد أنّ التهديد بهجوم وشيك مجرد خدعة. ومع اقتراب الطائرات الإسرائيلية من الأجواء الإيرانية، بدا للمراقبين في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أنّ الهدف في طريقه للإفلات.
في تلك اللحظة، أصدر قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار أمراً بتنفيذ مناورة غير مسبوقة، إذ أضاءت 140 طائرة إسرائيلية أنظمة "التعرّف على الصديق أو العدو" في وقت واحد، لتظهر فجأة على شاشات الرادار الإيرانية. وبمجرد أن تلقى حاجي زاده الخبر، عاد على عجل إلى المخبأ برفقة مساعديه، قبل أن تُطلق قنابل خارقة للتحصينات دمّرت الموقع وأدت إلى مقتله مع المجموعة المرافقة.
التقرير أشار إلى أنّ العملية كانت حصيلة تعقّب طويل، استغل خلاله جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الوحدة 8200" الثغرات الأمنية المرتبطة بالحراس الشخصيين للمسؤولين الإيرانيين، نتيجة الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله: "كلما زاد عدد الحراس الذين يفرضهم المرشد علي خامنئي، زادت فرصنا في رصدهم واختراقهم".
واعتبرت الصحيفة أنّ نجاح العملية، التي استمرت 12 يوماً، يكمن في الدمج بين المعلومات الاستخباراتية عالية الدقة والقدرات التنفيذية لسلاح الجو الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّ القيادات نفسها التي واجهت "فشلاً مروعاً" في هجوم 7 تشرين الأول 2023، هي من قادت هذا "النصر غير المسبوق" ضد إيران.