شغل اسم العميد أحمد الدالاتي الأوساط السورية خلال الساعات الماضية، وسط تضارب الأنباء حول منصبه الجديد، قبل أن تُعلن وزارة الداخلية السورية، مساء الثلاثاء، تعيينه قائداً للأمن الداخلي في ريف دمشق، بحسب ما نقلت وكالة سانا.
وفي المقابل، جرى تعيين العميد حسام الطحان قائداً للأمن الداخلي في السويداء جنوب سوريا، خلفاً للدالاتي.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر محلي رفيع المستوى في السويداء قوله إنّ تعيين الطحان جاء بعد إعادة فتح طريق دمشق – السويداء، معتبراً الخطوة "رسالة من الحكومة بأنها تريد تحسين الوضع هناك".
وقد رحّب عدد من السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا التعيين، فيما رأى آخرون أنّ الدالاتي "دفع ثمن التوترات والمواجهات التي شهدتها السويداء"، في إشارة إلى الاشتباكات التي اندلعت بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية منتصف تموز الماضي.
وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت الأسبوع الماضي تأمين طريق دمشق – السويداء وإعادة فتحه أمام حركة النقل والتجارة، بعد إغلاقه لأشهر نتيجة أحداث أمنية متوترة شهدتها المحافظة الجنوبية.
يُذكر أنّ محافظة السويداء كانت مسرحاً لمواجهات دامية في 13 تموز الماضي، استمرت أسبوعاً بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية، ما دفع قوات الأمن للتدخل لوقف القتال. وأسفرت الاشتباكات حينها عن نزوح نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة، قبل أن يدخل وقف لإطلاق النار حيّز التنفيذ في 19 تموز.
وفي هذا السياق، كان الرئيس السوري أحمد الشرع شدّد قبل أسابيع على وحدة الأراضي السورية، قائلاً إنّ "أطرافاً تستقوي بإسرائيل لكنها لن تتمكن من تحقيق أهدافها"، في إشارة إلى دعوات بعض القيادات الدرزية في السويداء للانفصال.
التعيينات الأمنية تأتي في سياق محاولة دمشق بسط مزيد من السيطرة على الجنوب السوري، لا سيما السويداء التي شهدت توترات متكررة.
الحكومة السورية تعوّل على تعيينات جديدة وفتح الطرق الحيوية كخطوة لإعادة تطبيع الأوضاع الميدانية.
الوضع في السويداء يبقى هشّاً رغم الهدوء النسبي، في ظل استمرار حالة الاحتقان الاجتماعي والسياسي.