كشفت صور أقمار صناعية حديثة حللها خبراء دوليون عن تكثيف ملحوظ لأعمال البناء في منشأة رئيسية ضمن البرنامج النووي الإسرائيلي قرب مدينة ديمونا في صحراء النقب. ويثير هذا النشاط وفق تقارير صحافية تساؤلات متجددة بشأن طبيعة المشروع وأهدافه في ظل استمرار سياسة إسرائيل القائمة على "الغموض النووي".
وبحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس"، فإن الصور التي التقطت بتاريخ 5 تموز 2025 أظهرت أعمال بناء واسعة النطاق تشمل جدراناً خرسانية سميكة وأدواراً متعددة تحت الأرض مع وجود رافعات ضخمة في الموقع. ويقع البناء الجديد إلى جانب مركز شيمون بيريز للأبحاث النووية الذي يضم المفاعل القديم العامل منذ ستينيات القرن الماضي والذي يُعتقد أنّه يحتاج إلى تحديث أو استبدال.
ورأى خبراء دوليون أن حجم المبنى يشير إلى احتمال أن يكون مفاعلاً يعمل بالماء الثقيل يمكن أن ينتج البلوتونيوم، وهو عنصر أساسي لتصنيع الأسلحة النووية. بينما اعتبر خبراء آخرون أن المنشأة قد تكون مرتبطة بإنشاء مرفق جديد لتجميع الرؤوس النووية، دون وجود تأكيد نهائي بسبب المرحلة المبكرة للأعمال. وأوضح جيفري لويس الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي أنّ الحكم ظرفي لكنه أضاف: "من الصعب جداً تخيّل أنه شيء آخر".
ليست هذه المرة الأولى التي يُكشف فيها عن نشاط بناء في الموقع، إذ كانت الوكالة نفسها قد نشرت عام 2021 صوراً لعمليات حفر واسعة، إلا أن الصور الأخيرة أظهرت تسارعاً كبيراً في وتيرة العمل.
ويأتي الكشف في ظل تصاعد التوتر الإقليمي خصوصاً بعد الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآت نووية في إيران خلال حزيران الماضي، ما يثير احتمال زيادة الانتقادات الدولية للبرنامج النووي الإسرائيلي الذي يبقى خارج أي رقابة دولية. فإسرائيل لم توقّع على معاهدة حظر الانتشار النووي ولا تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتفتيش على منشآتها. وتشير تقديرات "نشرة علماء الذرة" لعام 2022 إلى أن إسرائيل تمتلك نحو 90 رأساً نووياً، بينما يرى خبراء أن البناء الجديد قد يستهدف إنتاج نظائر مثل التريتيوم التي تستخدم لتعزيز قوة الرؤوس النووية وتعويض الكميات التي تتحلل مع مرور الزمن.
وفي السياق نفسه قال الخبير النووي الأميركي إدوين ليمان من اتحاد العلماء المعنيين إن المبنى الجديد قد يكون مفاعلاً على شكل صندوق من دون قبة احتواء مرئية، لكنه أقرّ بأن الافتقار إلى الشفافية يجعل من الصعب التأكد من ذلك. وأضاف أن إسرائيل لا تسمح بأي تفتيش أو تحقق دولي بشأن ما تفعله، وهو ما يفتح الباب واسعاً أمام التكهنات.
