في عمق صحراء الأنبار غرب العراق، يبرز وادي حوران كأحد أخطر معاقل الجماعات المسلّحة التي تهدد الأمن الإقليمي، لتمتده الجغرافي من حديثة حتى الحدود مع سوريا والأردن والسعودية بطول يتجاوز 370 كيلومتراً.
ورغم الحملات المتكررة، ظلّ الوادي يشكّل نقطة هشّة، استغلّها تنظيم "داعش" سابقاً لإدارة عملياته، مستفيداً من تضاريس وعرة وكهوف طبيعية معقّدة. ومع انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، فتحت الأبواب أمام القوات العراقية لتكثيف عملياتها ضد الخلايا النائمة هناك.
رئيس خلية الإعلام الأمني، اللواء سعد معن، أكد لـ"سبوتنيك" أنّ السيطرة على الوادي تمثّل "إنجازاً استراتيجياً يغلق ثغرة أمنية طالما استُغلّت لتهديد البلاد"، مشيراً إلى أنّ القوات العراقية أصبحت "ممسكة تماماً بالميدان".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أنّ وادي حوران بات آمناً وخالياً من أي نشاط مسلّح، فيما شدّد اللواء تحسين الخفاجي على أنّ "خطوط الصد التي أُنشئت منعت أي محاولة تسلل جديدة"، مؤكداً أنّ القوات "تسيطر بالكامل" على امتداد المنطقة.
في المقابل، يرى محللون أنّ الوادي لا يزال يشكّل تهديداً كامناً، ويستدعي متابعة مستمرة نظراً إلى موقعه الحدودي الحساس وتداخله مع نشاطات قوات سوريا الديمقراطية والحشد الشعبي، إضافة إلى مسارات التهريب عبر الصحراء.
ويشير خبراء عسكريون إلى أنّ القوات العراقية تمكّنت خلال الأيام الأخيرة من توجيه ضربات دقيقة لمقرات تابعة للتنظيم في المنطقة، بدعم من سلاح الجو، ما يعكس قدرة متزايدة على ملاحقة المجموعات المسلّحة حتى في أكثر التضاريس صعوبة.
هذا التطور يعكس انتقال بغداد من مرحلة الدفاع إلى المبادرة الهجومية ضد الخلايا المتبقية، في وقت يراقب المجتمع الدولي أي تحرّك جديد لـ"داعش" في المنطقة الممتدة بين سوريا والعراق.