رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، اقتراح نظيره الروسي فلاديمير بوتين بزيارة موسكو للتفاوض على تسوية دبلوماسية، في أول تعليق له على هذا الطرح خلال مقابلة مع شبكة «إي بي سي نيوز» الأميركية.
وقال زيلينسكي: «يمكنه القدوم إلى كييف. لا أستطيع الذهاب إلى موسكو، وبلادي تتعرض للقصف الصاروخي يومياً. بوتين يدرك هذا الأمر».
في المقابل، جدّد بوتين خلال كلمته في الجلسة العامة لمنتدى الشرق الاقتصادي استعداده لاستقبال زيلينسكي، مؤكداً: «إذا كانت القيادة الأوكرانية جادة في رغبتها بالتفاوض، فليأتوا إلى موسكو، وسنضمن لهم الأمن بنسبة 100 بالمئة». وشدد على أن روسيا ستوفّر ضمانات أمنية كاملة للرئيس الأوكراني وأعضاء وفده في حال وصولهم إلى العاصمة الروسية.
لكن زيلينسكي اعتبر أن بوتين لا يسعى فعلياً لعقد لقاء، طالما الحرب على أوكرانيا مستمرة. من جهته، أشار الرئيس الروسي إلى أن التوصل إلى اتفاق مع كييف حول القضايا الأساسية «غير ممكن حالياً» بسبب ما وصفها بالصعوبات القانونية والتقنية، مضيفاً: «حتى لو كانت هناك إرادة سياسية من الطرف الأوكراني ــ وهو ما أشك فيه ــ يبقى من الصعب جداً التوصل إلى اتفاق شامل».
بوتين أكد أن «روسيا ستلتزم بأي اتفاق سلام يتم التوصل إليه»، لكنه شدد على أن القضايا الأمنية الخاصة بأوكرانيا «لا يمكن فصلها عن أمن روسيا».
وفي السياق، اتهم الكرملين الأوروبيين بـ«عرقلة» أي تسوية، غداة اجتماع عقده التحالف الداعم لكييف لمناقشة الضمانات الأمنية المستقبلية. وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن هذه الضمانات «لا يمكن أن تُمنح من خلال وجود قوات عسكرية أجنبية» في أوكرانيا.
وكان قادة «تحالف الراغبين» ــ الذي يضم نحو 30 دولة معظمها أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة ــ قد عقدوا محادثات الخميس، بعضها حضورياً في باريس وأخرى عبر تقنية الفيديو، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وتركزت المناقشات على سبل توفير ضمانات لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام محتمل مع موسكو. وعلى هامش الاجتماع، التقى زيلينسكي في باريس الموفد الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف.
الحرب الروسية – الأوكرانية اندلعت في شباط 2022 وما زالت مستمرة, ومبادرات التفاوض السابقة باءت بالفشل بسبب الخلاف على السيادة والأمن الإقليمي.
بالإضافة إلى أن الغرب يدعم كييف عسكرياً وسياسياً، فيما تصر موسكو على ربط أي تسوية بضمان أمنها الاستراتيجي, ومنتدى الشرق الاقتصادي بات منصة يستخدمها بوتين لإطلاق رسائل سياسية كبرى.