رأى الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، تامير هايمان، أن تحقيق "النصر" في الحرب على قطاع غزة لن يتحقق فقط عبر السيطرة العسكرية، بل يتطلب التوصل إلى صفقة أسرى والدفع نحو إقامة إدارة بديلة تنافس حماس على الحكم.
وأوضح هايمان، في مقال نشرته القناة 12 ، أنّ مفهوم النصر في الحروب الحديثة لم يعد مرتبطاً بالحسم الكامل، بل بتحقيق الأهداف المحددة مسبقاً بكلفة مقبولة وبما يحسن الواقع الأمني على المدى الطويل. واعتبر أنّ احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسطى "ليس حسماً بحد ذاته"، بل جزء من عملية طويلة تهدف إلى تآكل حماس.
وأشار إلى أنّ الحركة لم تعد تنظيماً بقدرات عسكرية منظمة كما كان الحال قبل السابع من تشرين الأول، بعدما فقدت صناعتها العسكرية وأجهزتها الخاصة وقواتها البحرية والجوية، لافتاً إلى أنّ ما تبقى لديها لا يتجاوز 10% من ترسانتها الصاروخية، وحوالى 17 ألف مقاتل معظمهم مجندون جدد يفتقرون إلى الخبرة.
وأكد هايمان أن إسقاط حكم حماس لا يمكن أن يتم بمجرد السيطرة على الأراضي، بل يتطلب إيجاد بديل مدني قادر على استقطاب الغزيين، محذراً من أن غياب مثل هذا البديل سيؤدي إلى "حلقة مفرغة" تعيد للحركة نفوذها عبر المساعدات الإنسانية والتجنيد.
وفي ما يتعلق بملف الأسرى، اعتبر أنّ الهدف يتمثل في خلق ظروف تضغط على حماس لتفضيل الصفقة على استمرار القتال، حتى ولو تطلب الأمر تنازلاً إسرائيلياً عن بعض الإنجازات الميدانية. لكنه أشار إلى مأزق تعيشه إسرائيل، حيث يُنظر داخلياً إلى أي صفقة على أنها علامة ضعف في لحظة يُعتقد أنها قريبة من الحسم.
وختم هايمان بالقول إن إسرائيل "أقرب إلى النصر بكثير مما يبدو على السطح"، لكنه مشروط بثلاثة عناصر: التوصل إلى صفقة أسرى، الدفع نحو تشكيل إدارة بديلة في غزة برعاية عربية–دولية، والاستمرار في استنزاف حماس بعمليات عسكرية محدودة دون الدخول في حرب شاملة جديدة.
الـــمــــزيــــــــــد
