يستعد سلاح الجو الألماني لتوسيع استخدامه للطائرات المسيّرة الإسرائيلية من طراز Heron TP التي تنتجها الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، وذلك في إطار تعزيز قدراته العسكرية لحماية قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بحر البلطيق بمواجهة روسيا. الخطوة تأتي ضمن سياسة التسلح الألمانية المتسارعة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع ضغوط الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لزيادة الإنفاق الدفاعي الألماني.
وزارة الدفاع في برلين قررت شراء ثلاث طائرات مسيّرة إضافية من الطراز نفسه، لترتفع حصيلة الأسطول الألماني إلى عشر طائرات Heron TP. قيمة الصفقة تُقدّر بعدة مئات من ملايين اليوروهات، وتُضاف إلى الصفقة الأولى التي جرى توقيعها عام 2018 بقيمة 650 مليون يورو، عبر شركة إيرباص، وشملت تأجير سبع طائرات من الطراز نفسه.
الطائرة المسيّرة العملاقة "الإيتان" – وهو الاسم المستخدم لها في سلاح الجو الإسرائيلي – تتميز بمسافة جناحين تصل إلى 26 متراً، وبقدرتها على التحليق المتواصل لمدة 27 ساعة في الجو. كما تستطيع حمل تشكيلة واسعة من أجهزة الاستشعار المتطورة، إلى جانب قدرتها على التسلح بصواريخ دقيقة.
اثنتان من هذه الطائرات متمركزتان بشكل دائم في قاعدة تل نوف الجوية في إسرائيل، حيث يخضع طيارو سلاح الجو الألماني من سرب فون ريشتهوفن لتدريب مكثف على تشغيلها وصيانتها، في إطار التعاون العسكري الوثيق بين الجانبين.
صحف ألمانية أشارت إلى أن الهدف الأساسي من توسيع الأسطول هو تعزيز أنظمة المراقبة والدفاع لحماية قوات الناتو المنتشرة في منطقة البلطيق، التي تشهد توترات متزايدة مع روسيا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
الطائرة Heron TP أثبتت فعاليتها خلال الحرب الأخيرة مع إيران في حزيران الماضي، إذ مكّنت قدراتها على التحليق الطويل وحمل الحمولات المتعددة من تنفيذ مهام متواصلة، ما عزز من مكانتها في السوق العسكرية العالمية.