في خطوة غير مسبوقة هزّت الأوساط الثقافية والفنية العالمية، أعلن أكثر من 1,200 مخرج وممثل ومنتج عالمي، بينهم حائزون على جوائز الأوسكار والإيمي و"دب كان"، توقيع بيان جماعي يتعهّدون فيه رفض التعاون مع مؤسسات وشركات إسرائيلية متهمة بـ"تبييض جرائم حرب، والتواطؤ مع نظام يمارس الإبادة والأبارتهايد ضد الشعب الفلسطيني"، بحسب نص البيان.
البيان الذي أصدره تنظيم Film Workers for Palestine ("عاملون في السينما من أجل فلسطين")، جاء بمثابة حملة مقاطعة سينمائية واسعة لإسرائيل، واستُشهد فيه بمهرجان القدس السينمائي مثالاً على مؤسسات تُتهم بالتعاون المباشر مع الحكومة الإسرائيلية.
ومن بين أبرز الأسماء التي وقّعت: المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس ("مسكين للغاية")، الأميركي آدم مكّاي ("ذا بيغ شورت")، البريطاني مايك لي، إلى جانب نجوم كبار مثل أوليفيا كولمان، تيلدا سوينتون، خافيير بارديم وسينثيا نيكسون.
وجاء في نص البيان: "المشاركة مع شركات ومؤسسات إسرائيلية تعني تبييضاً أو تبريراً للإبادة، والتعاون مع حكومة تنفذها. في لحظة الأزمة هذه، حيث حكومات عديدة تتيح استمرار المجزرة في غزة، علينا أن نستخدم صوتنا ونتحرك".
المنظمة أشارت إلى أنّ الغالبية الساحقة من شركات الإنتاج والتوزيع الإسرائيلية ودور العرض لم تدعم يوماً الحقوق الفلسطينية المعترف بها دولياً، وأن اللحظة الراهنة تتطلب "موقفاً أخلاقياً" على غرار حملات المقاطعة الثقافية التي دعمت إسقاط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي، عندما دعا مخرجون مثل مارتن سكورسيزي وجوناثان ديمي لمقاطعة البلاد ثقافياً.
الممثلة الأميركية هانا آينبيندر، إحدى الموقّعات، قالت: "ما شهدناه في غزة خلال العامين الماضيين يهز الضمير الإنساني. كيهودية أميركية تُستخدم أموال ضرائبي لتمويل الهجمات الإسرائيلية، أشعر أن علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لإنهاء هذه الإبادة. إذا فشل قادتنا، فعلى الفنانين أن يرفضوا أن يكونوا شركاء".
يُذكر أنّ العام الماضي شهد بياناً مشابهاً وقّعه أكثر من 7,000 كاتب ومثقف عالمي، بينهم الروائية الشهيرة سالي روني، رفضوا فيه التعاون مع دور النشر الإسرائيلية.
هذه الحملة السينمائية الجديدة تعكس تصاعد الضغط الثقافي والفني العالمي على إسرائيل، وتُظهر كيف تحوّلت غزة إلى عنوان رئيسي يحرّك الضمير الإنساني ويضع تل أبيب في عزلة متزايدة على الساحة الدولية.
You sent