وتؤكد مصادر مطلعة على أجواء ما حصل قبل وخلال جلسة مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي، لـ "ليبانون ديبايت"، أن الأجواء إيجابية بالتأكيد بعد هذه الجلسة التي شكلت منعطفًا، والتي تلاها زيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قصر بعبدا، حيث شكلت الجلسة بداية الانعطافة العلنية، لأنه سبقها بخلاف كل ما قيل، فإن العلاقة بين الرجلين لم تنقطع، واستمر التواصل، لا بل كانت العلاقة دافئة كما كانت عليه دائمًا، فلا صحة لما كان يتم التداول به عن برودة وأن الرئيس بري مستاء من الرئيس عون، واستطاع الرجلان إعداد التخريجة قبل الجلسة، حيث تولى كل واحد منهما الحديث إلى الطرف الذي يجب أن يمر الحل عبره.
وتكشف المصادر أنّ ما جرى كان أقرب إلى "إدارة مرحلة انتقالية"، وجرى خلالها العمل على صياغة مقاربة جديدة تقوم على تعزيز التواصل وتخفيف التوترات بانتظار المرحلة المقبلة، والأمر هنا يتعلق ليس بما يحصل فقط لجهة جنوب الليطاني، لكنها تتعلق أيضًا بالواقع الإقليمي الذي يمكن أن يصبح أكثر جلاءً، وتحديدًا المفاوضات الأميركية-الإيرانية، والتي لها التأثير الأكبر في موضوع السلاح.
ولا تخفي المصادر أننا أمام مرحلة جديدة، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها اليوم رئيس الحكومة نواف سلام إلى الرئيس بري، حيث إن العلاقة فعلاً لم تكن جيدة بين الرجلين كما توضح المصادر، ولكن الرئيس سلام كان طرفًا في هذا المناخ الجديد، والدخول إلى مرحلة جديدة ستكون باردة، ولكنها لن تشكل الحل النهائي.
وتذكر المصادر بما قاله الأميركي حول جلسة 5 أيلول بأنه راضٍ عليها شرط أن يرتبط ذلك بالتطبيق، فالعبرة بالنسبة إليه هي بالتطبيق.
وفيما يتعلق بزيارة مورغان أوروتاغوس، تتحدث المصادر عن أمرين ستكملان بالملف اللبناني، نافية ما يتم التداول به عن الخيار بينها وبين باراك، لا سيما أن التعليمات تأتي من الخارج، وبالتحديد من الفريق المكوّن في وزارة الخارجية الأميركية والذي يتألف من أشخاص في الخارجية ومن البيت الأبيض ومن الأمن القومي والأجهزة الأمنية، وتسمى "خلية لبنان"، والتي تترجم مسار كل زيارة لأي موفد.
وبحسب المصادر، فإنّ الخطأ يكمن في الاعتقاد أن تغيير الأشخاص وحده كفيل بتغيير المسار. فالتعليمات تُوضع حصراً داخل الخلية، ومنها تنطلق القرارات. وعليه، فإنّ الملفات المطروحة ستستمر ضمن هذا الإطار، على أن تبقى المداولات تحت سقف “الخلية” نفسها، مع وجود ملفات إضافية يجري تحضيرها للمرحلة المقبلة.