مصادر في حركة حماس تؤكد لـ "ليبانون ديبايت" أن العملية الإسرائيلية التي استهدفت قيادات، فشلت، وهم اليوم يهددون بتكرار الهجوم.
وتصف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بـ"المجنون" الذي يعمل على التوسّع، فلا يوجد لديه أي احترام لسيادة الدول، حتى الوسيط يتم استهدافه، ولا توجد ضمانات بعدم تكرارها. فالأميركي كاذب ويشكّل جزءًا من الفخ، عندما يرسلون المبادرة ليس إلى المصريين بل إلى القطريين، ثم يقوم القطريون بدعوتهم إلى الدوحة لمناقشة الموضوع. من الواضح أنّها كانت طُعماً لجمع القيادة في الدوحة واستلام المبادرة الأميركية عبر الوسيط القطري.
وتسأل المصادر: لماذا لم تُرسل المبادرة إلى المصريين؟ لا سيما أن القيادات كانت في القاهرة قبل أسبوع. لأن الأميركي، برأيها، لم يرغب في إغضاب مصر لأنها دولة كبيرة ومرتبطة باتفاقية كامب ديفيد وغيرها من الالتزامات. أما قطر، فيمكن أن تسير الأمور معها عبر اعتذار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو الموساد.
وتلفت إلى أن الإسرائيلي يهدد تركيا أيضًا عبر وسائل الإعلام، والأتراك، برأيها، يشعرون بالخطر الإسرائيلي ويستعدون لأي مواجهة، لا سيما بعد الهجوم على إيران في شهر حزيران، وقد بدأوا ببناء ملاجئ وصناعة الصواريخ بعد أن رأوا أن الإيراني حمى نفسه بالصواريخ وليس بالطائرات.
وتؤكد وجود مخاوف حقيقية من تكرار الضربة التي حصلت في قطر، لأن نتنياهو لا يريد أن تتوقف الحرب، فما معنى ضرب الوفد المفاوض الذي يناقش المبادرة الأميركية، مما يدل على أنه لا يريد التهدئة؟ وكان ترامب واضحًا بأنها "الفرصة الأخيرة"، وكأن الهدف هو القضاء على "الفرصة الأخيرة".
أما بالنسبة إلى إبلاغ القطريين بالضربة، فتؤكد المصادر أنها تمت بعد وقوعها بعشر دقائق من قبل الأميركيين، مشيرة إلى أن العملية أعقبت تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير منذ حوالي الأسبوع، بضرب حركة حماس في الخارج، فقام كل من القطري والتركي باتخاذ إجراءات مسبقة، وكان ذلك على شكل حالة طوارئ بالنسبة لقيادات حماس فيهما، ولم يعد الأمر روتينيًا معتادًا، وأخذ الجميع التهديدات على محمل الجد، وبالفعل نفذوا تهديداتهم.
وتشدد على أن القصة لم تنتهِ عند هذا العدو الماكر، مذكرة بأنه في 19 كانون الثاني تم التوصل إلى وقف إطلاق النار، ولكن غدر نتنياهو وانقلب على الاتفاق ونفّذ هجومًا مفاجئًا على غزة في 18 رمضان، أسفر في ضربة واحدة عن سقوط 450 شهيدًا، بينهم كوادر من حكومة غزة.
أما بالنسبة إلى استكمال مناقشة المبادرة الأميركية، فإن الأمور لم تتبلور بعد في هذا الإطار، لا سيما أن حماس منشغلة بتشييع الشهداء، والكلام عن هذا الموضوع سابق لأوانه، إلا أن الجانب القطري قال بأنه سيكمل في وساطته.
وترى المصادر أن حماس اليوم مصابة ولديها شهداء، وإذا كان يهمها وقف الحرب، فإنها تراقب الظروف التي تغيرت، حيث لا توجد ضمانات لإلزام إسرائيل بأي اتفاق، وفي حال الوصول إلى اتفاق، من يضمن أن إسرائيل ستنفذه؟ لا سيما أن الأميركي شريك، في حين أن القطري لا يستطيع إعطاء ضمانات، فهو لم يستطع حماية بلده، والمصري لا يمكنه ذلك.