أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب جدلاً بعدما علّق على الأنباء المتعلقة بخرق مسيّرات المجال الجوي البولندي، موجهاً سؤالاً عبر حسابه على منصة Truth Social: "ما شأن روسيا التي تنتهك المجال الجوي البولندي بطائرات مسيرة؟ ها نحن ذا؟"
ويأتي موقف ترامب بعدما أعلنت وارسو أنّ قواتها أسقطت طائرات مسيرة "خطيرة" فوق بولندا، زاعمة أنّها روسية. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إنّ ما جرى "ليس حدثاً عرضياً"، مشيراً إلى تسجيل 19 خرقاً جويًا في ليلة واحدة، وهو ما وصفه بـ"هجوم غير مسبوق على بولندا، الناتو، والاتحاد الأوروبي".
في المقابل، نفت موسكو أي علاقة لها بالحادث. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنّ ضرباتها اقتصرت على أهداف أوكرانية، مشيرة إلى أن مدى مسيّراتها لا يتجاوز 700 كيلومتر. من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الروسية وارسو بـ"نشر خرافات لتصعيد أزمة أوكرانيا"، بينما قالت السفارة الروسية في بولندا إنّ الأخيرة "فشلت في تقديم أي أدلة على مصدر روسي للأجسام التي دخلت مجالها الجوي".
البيت الأبيض أعلن أنّ الرئيس ترامب سيتحدث مع نظيره البولندي كارول نافروتسكي بشأن التطورات، مؤكداً أنّ الإدارة الأميركية "تتابع عن كثب" التقارير الواردة من وارسو.
على الصعيد الدولي، عقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) مشاورات عاجلة في مقره ببروكسل، بناءً على المادة الرابعة من معاهدة 1949، التي تنص على وجوب التشاور بين الحلفاء عند تعرض سلامة أو استقلال أي دولة عضو للتهديد.
وتأتي هذه التطورات فيما تتصاعد المخاوف من احتمال توسع دائرة الصراع الأوكراني إلى أراضي الدول المجاورة، ما يضع الناتو أمام اختبار جديد في ضمان أمن أعضائه.