المحلية

محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت
الخميس 11 أيلول 2025 - 07:39 ليبانون ديبايت
محمد علوش

محمد علوش

ليبانون ديبايت

هل أرجأ الخطأ الإسرائيلي في الدوحة انتقال النار إلى لبنان؟

هل أرجأ الخطأ الإسرائيلي في الدوحة انتقال النار إلى لبنان؟

"ليبانون ديبايت" - محمد علوش


الضربة الإسرائيلية على الدوحة لم تكن مجرد عملية عسكرية استخبارية فاشلة ضد وفد قيادي لحركة حماس، بل كانت حدثاً سياسياً فارقاً في دلالاته ومخاطره. فاستهداف العاصمة القطرية، للمرة الأولى، هو بحد ذاته رسالة موجهة إلى قلب الخليج، أي إلى الدولة التي تمثل اليوم بوابة أساسية في المشهد الإقليمي، من الوساطة الديبلوماسية إلى التمويل، وحتى رعاية بعض الملفات الأكثر حساسية في المنطقة. ومعنى أن تصل النار إلى قطر، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والممسكة بخيوط التوازنات بين عواصم المنطقة، أن إسرائيل أرادت أن تقول إنها لا تعترف بأي محرّمات جغرافية أو سياسية، وأنها قادرة على خرق كل الخطوط الحمراء إذا اقتضت مصالحها، وأنها ماضية في تحقيق “إسرائيل الكبرى” أمنياً تمهيداً لتحقيقها جغرافياً.


الأمر الإيجابي الوحيد في هذا المشهد هو أن العملية فشلت. فبحسب مصادر مطلعة، جاء الفشل نتيجة خطأ تقني قاتل بالنسبة إلى الإسرائيليين، إذ إن الوفد القيادي لم يُدخل هواتفه إلى الاجتماع، بل وضعها في مبنى آخر قريب، وعندما تعقبت إسرائيل الإشارات الإلكترونية، ضربت المكان الخطأ. وبالنسبة إلى تل أبيب، هذا ليس مجرد إخفاق، بل ضربة استخباراتية سيكون لها تبعات داخلية، لأن ضربة بهذا الحجم، وفي هذه البقعة تحديداً، كان يُفترض أن تحقق أهدافاً كبرى تبدأ بإنهاء القيادة الخارجية لحماس وربما تصل إلى طيّ ملفها بالكامل. وهنا يدخل لبنان أيضاً.


لو نجحت العملية، كما تقول المصادر، لكانت المنطقة اليوم أمام مشهد آخر تماماً، إذ ستكون حركة حماس مقطوعة الرأس سياسياً بعد فعل ذلك عسكرياً من خلال اغتيال قادتها، غزة تحت ضغط غير مسبوق، والعدو في موقع يتيح له التفرغ لملفات أخرى، أولها لبنان. بمعنى آخر، ترى المصادر أن نجاح الضربة كان سيختصر الطريق نحو إعادة ترتيب الأولويات الإسرائيلية، لكن الفشل، على أهميته، منح المنطقة مهلة إضافية قبل لحظة الحسم.


لبنان في هذا السياق ليس بمنأى عن التداعيات. فالمصادر تشير بوضوح عبر “ليبانون ديبايت” إلى أن الوضع سيبقى على حاله في المدى المنظور: لا ضوء أخضر أميركياً لإشعال الساحة اللبنانية، ولا تقدّم باتجاه استقرار ثابت، فيما الضغوط السياسية والاقتصادية وأحياناً العسكرية تتزايد. وتشدد على أن المشهد أشبه بحالة انتظار تمتد ما بين الشهر والشهرين، وهذا بحال لم تقع حوادث كبرى تبدّل المشهد، على غرار عملية الاستهداف في الدوحة.


هذا لا يعني أن ما بعد هذه الفترة ستقع الحرب، فهي ضمن الخيارات ولكنها ليست الخيار الوحيد. وما تريد المصادر قوله هو أن المرحلة المقبلة لم تُرسم بتفاصيلها بعد، وإن كانت الأجواء الإسرائيلية لا توحي بانتهاء الحروب، بل بالمضي بها حتى النهاية، من لبنان إلى إيران وربما أكثر.


بالنسبة إلى إيران والمحور الذي تقوده، فهم أمام اختبار أصعب. فالمصادر نفسها تشدد على أن لحظة تجنب المواجهة الشاملة قد انتهت، والإسرائيلي لم يعد يسعى إلى تسويات جزئية أو تفاهمات موقتة، بل إلى فرض مشروعه بالقوة. من هنا، فإن طهران مدعوة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، لأن التعامل مع المواجهة “بالمفرّق” لم يعد ممكناً. المطلوب، وفق التقديرات، إظهار أوراق القوة واستخدامها قبل أن يتمكن العدو من توجيه ضربات أشد.


لا تعترف إسرائيل بحدود ولا بتوازنات، وهي مستعدة لتوسيع دائرة النار إلى أبعد مدى. والنتيجة أن المنطقة تقف على عتبة مرحلة جديدة، حيث الخيارات تضيق، ولم يعد أمام خصوم إسرائيل سوى خيار واحد: اعتماد لغة القوة التي يفهمها العدو قبل أن يفرض منطقه الخاص وهيمنته على الجميع.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة