في ظل الحرب الدامية التي تشهدها منطقة دارفور السودانية، برزت مأساة الفتاة قسمة علي عمر كقصة هزّت الرأي العام وأثارت موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وبحسب ناشطين، تعرضت قسمة، وهي ابنة مدينة نيالا ومن قبيلة الزغاوة، لأبشع صنوف التعذيب على يد أحد عناصر قوات الدعم السريع، حيث جرى تعليقها على شجرة باستخدام حبل حتى فارقت الحياة. وأكدوا أن جريمتها الوحيدة أنها أرسلت رسالة صوتية بلغة قبيلتها إلى أحد أقاربها، فاتهمت زورًا بالتعاون مع "جهات معادية".
ووصف مدونون قسمة بأنها "شمعة أطفأها الظلم"، ورأوا في رحيلها شهادة دامغة على وحشية الحرب التي "لا تفرق بين امرأة ورجل، ولا بين بريء ومقاتل". وأكدوا أنها تحولت إلى أيقونة للمظلومين وصوت أبدي يصرخ في وجه الجلادين.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع عبر بيان رسمي على منصة "تليغرام" أي صلة لها بالمقطع المصور المتداول، واعتبرت أنه "فبركة إعلامية ساذجة تهدف لتشويه صورتها"، مؤكدة أن "المشهد برمته لا يمت لأفرادها بصلة"، وأن الاتهامات تعكس "الارتباك والانحطاط لدى النظام الإرهابي وأبواقه المأجورة".
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، وثقت منظمات حقوقية محلية ودولية انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، خصوصًا النساء، تراوحت بين القتل والتعذيب والاغتصاب، وسط اتهامات متبادلة بين طرفي النزاع. ويُنظر إلى قصة قسمة علي عمر كمثال صارخ على الأثر المدمر للنزاعات على الأبرياء.