العميد الركن المتقاعد فادي داوود يقدّم قراءة تحليلية لما يجري، مشيرًا إلى أنّ "ما نشهده اليوم لا يُعدّ حدثًا استثنائيًا بقدر ما هو استمرار لنهج إسرائيلي واضح المعالم".
ويؤكّد داوود، في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت"، أنّ "الخطة الإسرائيلية باتت واضحة، وهي تُنفّذ بخطى ثابتة من دون أي تراجع. ما يحصل اليوم ليس جديدًا، بل هو امتداد لسياسة قائمة تتأرجح بين التصعيد والتهدئة من وقت إلى آخر".
ويضيف: "إسرائيل أعلنت صراحة تمسّكها بالنقاط التي احتلتها، ولا توجد مؤشرات إلى نية الانسحاب منها، وبالتالي لسنا أمام مفاجآت غير متوقعة، بل أمام مسار تصعيدي مدروس، يتجلى من خلال اعتداءات متكررة يُتوقع استمرارها في المرحلة المقبلة".
ويلفت داوود إلى أنّ "أهالي القرى والبلدات الحدودية ما زالوا عاجزين عن العودة إلى منازلهم، نتيجة التدمير الممنهج الذي ينفّذه الجيش الإسرائيلي، حيث يتم استهداف أي محاولة لإعادة الإعمار بشكل مباشر،هذه السياسة ستبقى قائمة، في ظل ربط إسرائيل انسحابها من المناطق المحتلة بشروط، أبرزها نزع سلاح المقاومة".
ويشدّد على أنّ "كلاً من الإسرائيليين والأميركيين يؤكدان أن هذا الواقع سيستمر، ومن وجهة نظري، لا حلّ ممكن إلا عبر المستوى الرسمي اللبناني ومن خلال الجهود الدبلوماسية والعلاقات الدولية، أما الخيارات العسكرية، سواء من أجل نزع السلاح أو لفرض انسحاب إسرائيلي، فهي غير مجدية، بل قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه".
وفي ما يتعلّق بدور حزب الله، يرى داوود أنّ "الأمر متروك لقيادة الحزب، ومن الصعب تحديد دوره المستقبلي في هذه المرحلة، لكن العودة إلى التجربة السابقة تبيّن أن التصعيد العسكري لم يكن دون ثمن باهظ".
ويتابع: "حين كان الحزب في ذروة قوته ويحظى بتأييد شعبي واسع بشأن سلاحه، أدّى التصعيد إلى خسارتين أساسيتين، أولاً، خسارة مفهوم الردع، وثانيًا، خسائر كبيرة على المستويات البشرية والمادية، شملت قيادات سياسية وعسكرية في الحزب، بالإضافة إلى تدمير ما بين 100 و150 ألف وحدة سكنية في الجنوب، كما أنّ لبنان تكبّد خسائر هائلة".
لذلك، يشدّد العميد داوود على أن "التجربة السابقة بحدّ ذاتها كفيلة بأن تدفعنا إلى إعادة التفكير ومتابعة ما ستؤول إليه المرحلة المقبلة".