كشفت صحيفة واشنطن بوست عن تنامي مشاعر الغضب بين موظفين في كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية، على خلفية استمرار الحرب في غزة وتعاون هذه الشركات مع الحكومة الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التوتر بلغ ذروته هذا الأسبوع بعد أن أوقفت شركة أمازون مهندس البرمجيات الفلسطيني أحمد شحرور عن العمل، إثر دعوته العلنية لإنهاء عقود الشركة مع إسرائيل. وأكد متحدث باسم الشركة أن التحقيق جارٍ في القضية، مشدداً على أن أمازون "لا تتسامح مع أي سلوك تهديدي أو تمييزي".
التوتر لا يقتصر على أمازون. فقد شهدت كل من غوغل ومايكروسوفت احتجاجات واعتقالات لموظفين رفضوا التعاون التكنولوجي مع الجيش الإسرائيلي. ففي نيسان/أبريل 2024، اعتقلت الشرطة تسعة موظفين من غوغل خلال اعتصام لحركة لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري، تبعته موجة فصل جماعي.
وبحسب الصحيفة، اطّلع موظفو غوغل مؤخراً على وثيقة حكومية إسرائيلية نُشرت في حزيران تكشف عن إنفاق إعلاني بقيمة 45 مليون دولار عبر منصات الشركة، ما أثار مزيداً من الجدل. وغرّدت المتحدثة باسم غوغل بأن الوثيقة "لا تمثل اتفاقية مباشرة".
أما داخل مايكروسوفت، فقد تحدث رئيس الشركة براد سميث عن اعتقال 20 متظاهراً في آب داخل المقر الرئيسي بواشنطن، بينهم موظفون، مؤكداً أن بعضهم اقتحم مكتبه وبثّ مباشرة لحظة تدخّل الشرطة. وأقرّ سميث بوجود مخاوف من استخدام أدوات الشركة في مراقبة الفلسطينيين، بعد تقرير لصحيفة غارديان كشف اعتماد الجيش الإسرائيلي على خدمة Azure لتخزين مكالمات هاتفية فلسطينية سُجلت سراً.
في أمازون، بدا رد فعل الموظفين أكثر حذراً. وأوضح شحرور أن قناة تواصل خاصة بالموظفين العرب على سلاك اختفت مؤقتاً الصيف الماضي بعد أن أخفاها موظف مقيم في إسرائيل. وأضاف أن هذه الحادثة دفعته إلى نشر رسالته الاحتجاجية داخل الشركة، قبل أن يتم تعليق حساباته وإيقافه عن العمل.
وأشار موظفون آخرون إلى أن الإدارة ألغت فعالية لدعم الفلسطينيين في اللحظة الأخيرة، ووجهت تحذيرات رسمية لمن نشروا مقالات أو تعليقات مرتبطة بغزة. وقال أحدهم: "أصبحنا أكثر حذراً في التعبير، وأي منشور عن فلسطين قد يؤدي إلى تحقيق أو عقوبة".
مجموعة لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري، التي تضم موظفين حاليين وسابقين في غوغل وأمازون، اتهمت الشركات بالتواطؤ في "الإبادة الجماعية"، وطالبت بإنهاء كل العقود مع الحكومة الإسرائيلية.
وقال شحرور، الذي اعتُقل أيضاً خلال احتجاجات مايكروسوفت في آب/أغسطس، إنه يأمل أن تلهم تحركاته زملاءه داخل أمازون "لبناء مقاومة محلية"، على غرار ما ظهر في غوغل ومايكروسوفت.